عندما كان الدكتور محمد عبدالقادر حاتم رحمه الله مشرفا ً عاما ً على المجالس القومية المتخصصة وأنشأ أربعة مجالس انبثقت عنها الشعب واللجان التى تناقش مختلف القضايا المهمة فى الوطن ومن بينها لجنة الثقافة والتراث التى جمعت فى عضويتها كبار علماء الآثار والخبراء المشهود لهم فى هذا المجال وبعض أساتذة التاريخ فى الجامعات المصرية وبعض الإعلاميين المتخصصين فى قضايا التراث فى الصحف القومية وكنت واحدا ً منهم وتركت هذه الشعبة الكم الكبير من الأبحاث والدراسات الخاصة بقضايا الآثار المصرية فى مختلف عصورها وما زالت موجودة فى مخازن الجهات المعنية دون الاستفادة منها. تذكرت هذا وأنا أتابع روح التعاون البناء التى جمعت بين الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المسئول عن المساجد الأثرية والدكتور خالد العنانى وزير الآثار المصرية فى اجتماعات اللجنة الدينية لمجلس النواب منذ فترة، وكان وزير الأوقاف صريحا ً فى كلمته أن الوزارة لا تستطيع وحدها تحمل تكاليف ترميم المساجد الأثرية وصيانتها دون دعم إضافى مخصص لها من الدولة بجانب الميزانية الحالية ووافق على ذلك وزير الآثار، كما أعجبنى رأى النائبة أمانى عزيز عضوة اللجنة الدينية عندما قالت إن هذه اللجنة تخص كل الأديان وبالتالى فإن الآثار المصرية بوجه عام لا بد من مناقشتها فى هذه اللجنة فالآثار كلها ملك الدولة المصرية التى تولى أقصى اهتمامها بالمساجد والكنائس معا ً وهو أمر محمود تشكر عليه فعندما يتعرض أى جامع أثرى أو كنيسة أثرية للمخاطر تسرع الدولة وتعيد هذا الأثر بعد ترميمه لحالته الأولى وهو ما ظهر بوضوح فى السنوات الأربع الماضية وأشادت به دول العالم وأكبر مثل على ذلك عندما تعرض مسجد الروضة فى بئر العبدللإرهاب منذ سنوات وراح ضحيته المئات من المصلين وأصيب آخرون أعلن وزير الأوقاف د. مختار جمعة أن وزارة الأوقاف ستبدأ فورا ً فى ترميم هذا المسجد وإعادته إلى حالته الأولى التى كان عليها وهو ما تم بالفعل بل أصبح هذا المسجد أكثر روعة من قبل وأشاد به كل المهتمين بالآثار الإسلامية وهو نفس ما حدث لبعض الكنائس بالقاهرة والمحافظات التى تعرضت لنفس الأحداث وتم ترميمها وصيانتها وإعادتها لحالتها الأولى أيضا ً، أما المثل الأعظم على اهتمام الدولة فيظهر واضحا ً عندما افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى مسجد الفتاح العليم أكبر مساجد المنطقة وكذلك كاتدرائية ميلاد المسيح أكبر كنائسها يوم 6/1/2019 بمناسبة أعياد الميلاد وسط كوكبة من المسئولين ورجال الدين الذين أشادوا بدور الدولة ودعمها لأعظم وحدة وطنية شهدتها الإنسانية، بقى أن نطالب أثرياء الوطن ورجال الأعمال الذين أعطتهم مصر الكثير والكثير أن يسهموا بدور فعال فى أعمال صيانة وترميم المساجد والكنائس التى تحتاج إلى صيانة بالفعل وما أكثرها فهذا سيحسب لهم ويسجل فى تاريخ عطائهم الوطنى ودعما ً لخطة الدولة لصيانة المساجد الأثرية والكنائس بوجه عام. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى;