يقف عم “سيد” على باب مولانا الحسين بيدين تغطيهما عشرات السبح من كل شكل ولون .. يعرض بضاعته ولا يفرض نفسه على أحد . لا تشعر بوجوده ما لم تقترب منه. وإن اقتربت ينفتح أمامك صندوق لحكاية جديدة من حكايات الدراويش فى دنيا الله .. وهم كثر. هو هنا منذ ما يزيد على عشر سنوات حين لبى نداء خفيا بأن يعتزل الدنيا ويرابض أمام بوابة «ولى النعم» مولانا الإمام الحسين. ذلك المنفلوطى الذى أتى إلى القاهرة من أسيوط ليعمل فى مقاولات البناء وكان فى مجاله ملء السمع و البصر. اختار فى لحظة - يرفض تماما الإفصاح عن تفاصيلها كمن يدارى جوهرة نفيسة يخشى عليها من عيون الناس - أن يولى كل ذلك ظهره ويسأل الله ثواب كل تسبيحة وذكر على مسبحة يبيعها .. وأن يبارك له فيما يكسب من جنيهات تؤمن له قوت يومه. له من الأولاد ثمانية .. زوَّج البنات منهم وترك كل واحد من الصبيان وشأنه .. تعجبوا لما اعترى أحوال أبيهم فى بداية الأمر. لكنه لم يتراجع عن اختياره .. فهو يعرف جيدا أن الدنيا ستأخذهم بمشاغلها بعيدا عنه. فلم لا يعيش كما يريد. عم سيد بلا أحلام … وهو سعيد بذلك . وإن سألته عن السبب يرد ببساطة: نلت المنى كله بأن وقفت أمام روضة الحبيب النبى فى عمرة أسعدنى بها المولى . ففيم أطمع بعد ذلك؟