نزلت فيه آيات بينات ووردت عنه سنن طيبات وقيلت قصائد وأغنيات. كتب علي سائر الكائنات حتي الأرض والسماوات وجاءت الكتب عن وسيلته بقصص وحكايات. والتسبيح معناه: تعظيم الله عز وجل. ووصفه بصفات الجلال والكمال. وأيضاً الصلاة والدعاء والذكر لصاحب النعم والرحمات. "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" "الرعد 28" وسبح الشيخ: قال سبحان الله. والسبحة السعي علي الرزق. والفراغ. والسبح وبالضم صلاة النوافل. وفي الأمثال: "فم يسبح. ويد تذبح" يقال في تناقض القول مع الفعل. والسباحة بالكسر: العوم. وسبح الفرس انطلق وأسرع فهو سابح وسبوح. وسبح ضد التيار: عارض أو خالف. وسبح في الخيال: استغرق فيه. وابتعد عن الواقع. والسبحة أو المسبحة 99 حبة. يتم عليها ختام الصلوات. "سبحان الله 33 مرة والحمد لله مثلها والله أكبر كذلك". والصغيرة 33 حبة. يدور عليها المسبح ثلاث مرات. وسبحة القطب الصوفي السيد البدوي "596 675ه. 1199 1276" تتكون من 999 حبة. طولها 10 أمتار مصنوعة من خشب الورد وغيره. وعليها أسماء الله الحسني. لم يؤثر عن النبي الكريم صلي الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين "رضي الله عنهم" إنهم استخدموا المسبحة. بل ختموا الصلاة علي أصابع اليد اليمني. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه" وكان بعض الصحابة يسبحون علي الحصي ونوي التمر. ظهرت المسبحة في ديار الإسلام خلال العصر الأموي "41 132ه. 662 750م" في الهند. وظهرت منذ فجر التاريخ في الحضارات القديمة منها الصين والحضارة الفينبقية بالشام. والرومانية وغيرها. واستخدمت للزينة أو كتعويذة أو تميمة للحماية من الأرواح الشريرة. وأيضاً كطقس ديني وضعت في القواقع والطين والخزف والخشب والثمار والمعادن وساد اعتقادات صناعتها من مواد معينة مثل المرجان والعنبر تجلب الحظ والسلامة. وتحدث الرحالة الأوروبيون عن وجودها في جنوب أفريقيا. تعلق في الرقاب لأغراض دينية ودنيوية. منها التداوي بها أو بالماء المتخلف عنها. وتبلغ حبات السبحة في العقيدة البوذية 1108 و1120 حبة للبراءة من الذنوب. كما استخدمها أتباع الديانات السماوية. منها اليهودية والمسيحية. وصنعت في البندقية من الزجاج وفي وسط أوروبا من الكهرمان وفي الصين من العاج. تقدمت المسبحة في ديار الإسلام خلال العصر العباسي. ومنها مسبحة زبيدة بنت أبي جعفر المنصور. زوجة الخليفة هارون الرشيد صنعت من الأحجار الكريمة وبلغ ثمنها 50 ألف دينار. وانتشرت في العصر الفاطمي. وتقدمت صناعتها خلال العصرين المملوكي. والعثماني والحديث. وفي الحديث الشريف يقول خاتم المرسلين: "كلمتان خفيفتان علي اللسان. ثقيلتان في الميزان. حبيبتان إلي الرحمن. سبحان الله وبحمده". سبح الأنبياء والرسل ليلاً ونهاراً. وسراً وجهاراً. ومنهم إدريس عليه السلام عندما وقف مع أصحابه علي النيل. وعند كل غرزة عملها. وهو أول من خط بالقلم. وخاط الثياب. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.. "والله إني لاستغفر الله. وأتوب إليه في اليوم أكثر من 70 مرة. وردت كلمة التسبيح ومشتقاتها في القرآن الكريم 87 مرة. وفي افتتاح السور سبع مرات. وسميت هذه السور بالمسبحات "الإسراء. الحديد. الحشر. الصف. الجمعة. التغابن. الأعلي". وفي ختامها خمس مرات "الحجر. الطور. الواقعة. الحشر. والحاقة". "الحشر بدأت بها وانتهت بها". رفض البعض المسبحة. وقالوا إنها بدعة. أو من مظاهر الزهو والرياء. والبعض يوافق عليها. والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وللإمام السيوطي "849 911ه. 1445 1505م" رسالة في فضلها. وسائر الكائنات تسبح بحمد الله. في الحجر والشجر. والحيوان والنبات. ولكننا لا نعرف كيفية هذا التسبيح. بسم الله الرحمن الرحيم "تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم" "الإسراء 44". ويستلهم بيرم التونسي هذا المعني في قصيدة يقول مطلعها يارب سبح بحمدك كل شيء حي لما تجليت وأجريت الهوا وألمي وهي من فيلم جوهرة إنتاج 1943 لحن محمد الكحلاوي وسبحة رمضان أغنية للثلاثي المرح تأليف حسين طنطاوي لحن علي إسماعيل والسباحة من أسماء المسبحة. وتطلق أيضاً علي أصبع السبابة الذي سبح مع الابهام. يقول الإمام الحسن البصري "21 110ه. 642 728م" وهو من كرام التابعين رضي الله عنهم لما سئل عن استخدام المسبحة. "أريد أن أذكر الله بلساني وقلبي ويدي".