* خبراء : كارثة اجتماعية وانحراف عن العادات والتقاليد يشوه أجسامهن ويؤخر فرص الحمل يحل غدا الجمعة اليوم العالمى لمواجهة التدخين، الذى يوافق 31 مايو من كل عام، فى الوقت الذى تنتشر فيه عادة التدخين بين شبابنا المراهقين من الجنسين، رغم جهود الدولة ومبادرة صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعى للقضاء على هذه العادة السيئة. استطلعت «الأهرام» آراء عدد من الخبراء والاستشاريين للحد من ظاهرة التدخين خاصة بين البنات لما لها من آثار سلبية خطيرة على صحتهن. د.غادة حلمى كاتبة متخصصة بشئون المرأة والطفل تقول: بالفعل باتت ظاهرة تدخين المراهقين خاصة البنات من جميع المستويات التعليمية والاجتماعية شيئا صادما للجميع وكان منها أخيرا ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعى لبنتين فى المرحلة الابتدائية تقومان بتدخين السجائر بإحدى المدارس الحكومية فى أثناء الفسحة وهو ما يفتح المجال لتساؤل عما هى الاسباب لهذا السلوك الغريب على مجتمعنا خاصة عندما ربط تقرير لمنظمة الصحة العالمية الصلة البالغة بين التدخين وأمراض القلب والاوعية الدموية التى تعتبر من أهم الأسباب الرئيسية للوفاة فى العالم بنسبة تصل إلى 44% من الوفيات من 17 مليون حالة وفاة سنويا وأن التعرض للتدخين غير المباشر يقتل أكثر من 7 ملايين شخص سنويا حول العالم. كما أفاد تقرير منظمة الصحة العالمية ان نحو ما يزيد على 7% من 24 مليون طفل ما بين صبى وفتاة فى سن ما بين 13 و15 سنة يدخنون السجائر. د.سعيد حامد المخرج بالتليفزيون المصرى يقول إن ظاهرة التدخين بين المراهقين خاصة الفتيات تعد كارثة اجتماعية وانحرافا عن العادات والتقاليد يعانيه المراهق والمراهقة بدافع الاستهواء والرغبة فى التقليد الاعمى كتجربة مثيرة و40% من المدخنين من المراهقين والاطفال يكون الأب أو الام أو أى فرد من أفراد الأسرة مدخنا باختصار افتقاد النموذج والقدوة خاصة مع انشغال الآباء بالعمل والضغوط الحياتية وارتفاع المستوى الاقتصادى للاسرة حيث يعتقد ان زيادة مصروف المراهق على الحاجة ظنا أنه سيعوضه عن الاهتمام الكافى والاستماع إلى الابن أو الابنة ومناقشة مشكلاتهم مع عدم استثمار وقت الفراغ وعدم وضوح الهدف والوعى بمخاطر عادة التدخين الكريهة والشعور بالملل وفقدان الثقة بالنفس يكون التدخين وسيلة وليست غاية للهروب من المشكلات الشخصية والعائلية فالأطفال يشترون السجائر فى ظل غياب الرقابة الايجابية والتدخين أولى خطوات الادمان. ويشيد حامد بنجاح صندوق علاج مكافحة التدخين والمخدرات التابع لوزارة التضامن فى تقديم إعلان محمد صلاح فالإعلان عبقرى وبسيط حيث لعب دورا مهما وايجابيا فى تراجع نسب التدخين والادمان لما قدمه من وسائل للاقلاع عن تلك العادة السيئة كما أنه يصحح الصورة الذهنية لما أفسده الاعلام والدراما من عرض وربط الابطال المحببين بعادة التدخين كإحدى أدوات الابتكار والسعادة والبحث عن الحلول ايضا يجب عرض قصص ونماذج لنجوم مثل محمود عبد العزيز وأحمد زكى وغيرهما انتهت حياتهم بسبب التدخين. د.أحمد نائل استشارى جراحات الأورام والتجميل فى جامعة القاهرة يقول: بالفعل أصبح تدخين المراهقات ظاهرة سيئة تحت تأثير الاصدقاء وطبقا لآخر الابحاث ثبت أن هناك ارتباطا كبيرا بين تدخين السجائر وارتفاع نسب الاصابة بمختلف أمراض السرطان مثل «عنق الرحم» تحديدا وسرطان الثدى هذا إلى جانب الاصابة بسرطان الفم واللسان والبلعوم ويزيد نسب الاصابة بالفشل الرئوى وتجلط الدم، مما يؤدى إلى حدوث جلطات مفاجئة والوفاة الفورية خاصة فى سن العشرينيات وتشوه شكل الجسم وخلل فى افراز الهرمونات وتأخر فرص الحمل . ويضيف د.أحمد نائل أن من عواقب التدخين انقباض الأوعية الدموية وقلة وزن المولود عن الطبيعى وضرورة وضعه داخل حضانة كما يؤثر التدخين على تأخر حدوث سن اليأس من 40 بدلا 45 بمعنى تأثير سلبى على صحة وأنوثة المرأة وزيادة آلام الدورة الشهرية وتكلسات أو تكيسات الثدى وتغيير شكل أنسجته وتغيير هرمونات جسم البنات والسيدات مما يؤدى إلى زيادة الاضطرابات النفسية والعصبية فالبنت التى تعتاد التدخين تفقد جزءا كبيرا من أنوثتها فى الوقت الذى لا يتقبلها فيه المجتمع الشرقى الذى يختلف عن المجتمع الغربى الذى منع التدخين وحدث تراجع وتوقف فيه قطاع كبير التدخين ويقترح استشارى الجراحات رفع أسعار السجائر حتى يصعب شراؤها. د.منال سيد استشارى الجلدية تقول: ظاهرة سيئة حيث تتفنن الشركات فى تقديمها بنكهات مجهولة المصدر بالفاكهة المضافة إلى التبغ، وللاسف يعتقد الشباب خاصة المراهقات أن تدخين الشيشة أقل ضررا من السجائر، لكن الواقع تدخين ساعة من الشيشة يعادل فى أضرارها من 100 إلى 150 سيجارة مما يزيد من نسبة المواد السامة وأول أكسيد الكربون والقطران والزرنيخ فى الرئة ومنه إلى الدم وتؤدى إلى ظهور التجاعيد المبكرة وتغيرات فى الالياف المرنة للجلد وضيق الاوعية الدموية مما يقلل من تدفق الدم وفقدان الكولاجين ومستوى الرطوبة وليونة الجلد وخفض الخلايا الكيراتينية بها، كما يسهم فى تأخير التئام الجروح ويفقد الوهج الطبيعى لبشرة المرأة ويصبح لونها قاتما رماديا جافا خاليا من العناصر الحيوية والفيتامينات وعرضة للعديد من الأمراض المناعية الجلدية مثل الصدفية والذئبة الحمراء وسرطان الجلد. د.عماد مخيمر أستاذ علم النفس عميد كلية الأداب جامعة الزقازيق يقول عن الأسباب النفسية وراء انتشار وإقبال المراهقين والمراهقات على التدخين فى المرحلة العمرية من 12 إلى 20 عاما هى الرغبة فى التقليد سواء لتقليد أقاربه وربما التوحد مع نجومه المفضلين كإحدى وسائل المواجهة فى حل المشكلات وفى المرحلة العمرية الاصغر تكون بدافع التجريب اذا نظرنا هذا العام إلى معظم الاعمال الدرامية فى شهر رمضان نجد الابطال فى سن المراهقة والشباب يدخنون ايضا بضغوط وتأثير من الاصدقاء فلا مانع فى البداية من إعطاء سيجارة مجانية من باب المجاملة ودافع الشعور بإثبات الرجولة وبالنسبة للبنات حتى لا تتخلف عن صديقاتها ومع غياب الرقابة الأسرية مع منح الاسرة مصاريف زيادة على الحاجة بالذات مع سن المراهقة فتكون النتيجة شراء السجائر. بخلاف الاثار الصحية الخطيرة للتدخين هناك بعض الاثار النفسية منها انه يعتبر المدخل والباب الرئيسى للادمان كما يصبح الإنسان ضعيف الارادة والتركيز ويعانى من الناحية الجسمانية وفقدان الشهية دائما مع الشعور بالاجهاد والنهجان من أقل مجهود، مما يمنع ويقلل من قدرته على الانتاج والعمل بكفاءة وايضا من الاثار السلبية أن يضطر بعض المراهقين للسرقة مع ارتفاع ثمن السجائر. أما العلاج والنصائح فينصح أستاذ علم النفس د.عماد مخيمر بأهمية النموذج والقدوة فى حياة الابناء بداية من الوالدين وتوافر المتابعة والرقابة ومنح المصروف الكافى المناسب دون إسراف ايضا تكوين اتجاه سلبى بالحديث طوال الوقت عن أضرار التدخين وايجابيات الحياة بدونه وعلى وسائل الاعلام عرض حل للمشكلات بعيدا عن ربطها بالتدخين واستضافة الاطباء المتخصصين وعرض الفيديوهات للتعريف بالاثار السلبية البعيدة المدى للتدخين وعرض للحالات التى توقف أصحابها عن التدخين وحياتهم وصحتهم بعد الإقلاع عنه وكيف أصبحت. أخيرا لابد من فرض الرقابة على المقاهى التى تقدم الشيشة للاطفال وأغلاقها ولابد من توافر الانشطة الرياضية والاجتماعية الثقافية البديلة لشغل أوقات الابناء من المراهقين والشباب .