هل نعيش فى الأوطان أم أنها هى التى تعيش فينا .. وبنا؟ لا توجد لدى المحاربين سوى إجابة واحدة فقط على هذا السؤال. وهوانج يانج-فو محارب ذاق مرارة الهزيمة فى الحرب العالمية الثانية وهجر الصين ليعيش فى تايوان فى قرية ظن أنها مرحلة مؤقتة فى عمره، لكنها أصبحت وطنه. وبدون أسلحة، ذاق هوانج طعم الانتصار هذه المرة فى حماية وطنه .. وهو فى سن 97 عاما.. وبمفرده تماما! الحكاية بدأت منذ أربعين عاما، حين كانت تعيش على أرض هذه القرية 1200 أسرة كعائلة واحدة كبيرة، ثم بدأوا واحدة تلو الأخرى فى الذهاب للعيش خارجها. لكن هوانج ظل هناك .. حتى بعد أن صار بمفرده. فخاطبته الحكومة التايوانية بضرورة الرحيل عن القرية المقرر إزالتها وإنشاء مجمع سكنى حديث بدلا منها.وبدوره ، لم يفعل هو شيئا سوى أن أمسك بفرشاة وألوان وأخذ يرسم على كل بيت وجدار فى القرية حتى صارت مزارا سياحيا يستقبل مليون زائر كل سنة. وهو ما لم تملك الحكومة أمامه سوى التراجع عن قرارها بهدم القرية.