سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البروفيسور تشارلز فالزون عميد كلية الإعلام والتصميم الفنى بجامعة ريرسون بكندا: أجريت محادثات مثمرة فى القاهرة حول التعاون فى مجال الجامعات بين مصر وكندا
* السلطة والقوة الآن للمواطنين.. لا للصحفيين ومنتجى الإعلام * مصر غنية بالمواهب الفنية.. والأعمال التليفزيونية يجب أن تعكس الواقع جيدا زار القاهرة مؤخرا البروفيسور تشارلز فالزون عميد كلية الإعلام والتصميم الفنى بجامعة ريرسون بتورونتو الكندية. وكانت لزيارته أكثر من هدف، أبرزها إجراء مناقشات مع المسئولين والأكاديميين فى مصر عن أوجه التعاون المستقبلية بين المؤسسات التعليمية المصرية، وتلك الكلية الكندية المرموقة، خاصة لما يتمتع به فالزون من خبرة كبيرة كرئيس تنفيذى فى عالم الإعلام وصناعة الترفيه، وأيضا كأستاذ جامعى بارز. وفالزون المولود فى يوليو 1957، سبق له أن أنتج نحو ألفى ساعة من البرامج التليفزيونية والأفلام المصورة والوثائقية، وحصل على عدة جوائز «جيمينى»، وترشح لنيل جائزة «إيمى» الدولية. ويشغل فالزون منصب عميد كلية الإعلام والتصميم الفنى بجامعة ريرسون منذ عام 2015، ولمدة خمس سنوات، ويوصف بأنه نجح فى تطوير الدراسة الأكاديمية فى تخصصات الإعلام، وتعد كليته أحد روافد الموهوبين الذين يعملون فى مجال الإعلام والترفيه فى كندا والولايات المتحدة. لذا، كان هذا اللقاء معه خلال زيارة العمل التى قام بها إلى المؤسسات العلمية الجديدة فى العاصمة الإدارية الجديدة. نود أن نعرف الغرض من زيارتك لمصر؟ وماذا عن لقاءاتك مع المسئولين المصريين أثناء زيارتك؟ هذه هى زيارتى الثانية لمصر، فقد جئت فى المرة السابقة لدراسة الفرص المتاحة والأفكار المختلفة لكيفية إنشاء جامعة كندية فى قلب العاصمة الإدارية، بالإضافة إلى عقد العديد من الاجتماعات الخاصة بمشروع إنشاء الجامعة، أما هذه المرة التى أوجد فيها فى مصر فهدفها مناقشة الفرص المحتملة فى مجال الشراكات مع جامعات كندا للنظر فى تقديم بعض برامجنا الدراسية هنا، وقد التقيت خلال الزيارة وزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور خالد عبدالغفار، وكانت نتيجة اللقاء مثمرة ومشجعة للغاية، فقد كان من دواعى سرورى سماع رؤيته لتعزيز التعليم الجامعى وجذب الجامعات الأجنبية إلى مصر لتقديم برامجها وفق منهج تعليمى أوروبى، وأيضا كنت سعيدا بأن أسمع منه أن التعليم فى مصر فى القرن الحادى والعشرين يجب أن يأخذ مسارا جديدا خارج إطار العمل التقليدى، وأن يتضمن مجالات جديدة كالمجال الذى أعمل به وهو وسائل الاتصال والتصميم الفنى. كعميد لكلية الإعلام والتصميم الفنى بجامعة ريرسون، أى نوع من الإعلام تعلمه لطلابك بالجامعة؟ وهل هذا يشمل الطرق القديمة للاتصال والصحافة؟ أم الوسائل الحديثة فقط؟ فى جامعة تورنتو، توجد 6 كليات هى الكبرى من بين 20 كلية على مستوى العالم، منها الموضة والإعلام، وهى كلية فريدة من نوعها، فهى تدرس الاتصال فى جميع أنحاء العالم، وتدرس الصحافة التقليدية، والدراسات الإعلامية، والتواصل المهنى، مثل العلاقات العامة، صناعة الفيلم، والصناعات الإبداعية بشكل عام، ولدينا أيضا دراسات فى الإعلام الرياضى وتصميم الأزياء وبرامج التصميم الداخلى، فالتعليم بالنسبة لنا هو تعليم متكامل فى جميع المجالات، وكلية الإعلام والتصميم الفنى يدرس فيها نحو 6 آلاف طالب من الموهوبين، البعض منهم لديه الكفاءة فى مجال الصحافة والقدرة على التواصل مع الجمهور. إذا ركزنا على الخلفية المتعلقة بعملك الخاص، فقد أنتجت ما يقرب من 2000 ساعة من البرامج التليفزيونية والأفلام الروائية والوثائقية، وحصلت على العديد من الجوائز، وتم ترشيحك لجائزة «إيمى» الدولية، فهل يمكن أن تخبرنا قليلا عن سر نجاحك؟ لا أعلم إذا كان لدى سر للنجاح، ولكنى أعتقد دائما بأن لدى موهبة صغيرة جدا، فعندما أرى الموهوبين أضمهم إلى فريق عملى، أو أحيانا تكون الفكرة، ثم أدرسها من مختلف الجوانب، ولكى أنفذها أبحث عن الموهبة، وبعثورى على الموهبة، ألحقها بالعمل معى مباشرة، ومن ثم أبدأ فى تنفيذ تلك الفكرة، إذن هى عملية دمج ما بين فكرة رائعة وموهبة متاحة، وهو ما أطلق عليه مسمى «منتج تنفيذى»، وأعتقد بأن أى شخص فى المجتمع فى القرن الحادى والعشرين فى أى مكان من العالم يحتاج حقا لأن يكون أحد الإثنين، المبدع صاحب الفكرة أو الرؤية، والموهبة التى تنفذها، ولا يهم إذا ما كنت موجودا فى كندا أو مصر أو الصين، يجب أن يكون كل شخص مبتكرا، متطلعا للمستقبل، وأفضل هؤلاء هم من يقومون بالتواصل والابتكار والتصميم، كساردى القصص، لأنهم يضعون الفكرة، ثم يقومون بكتابتها وتحليلها، بحيث تفيد القاريء، ولذلك، لدى حماس قوى للعمل مع الشباب الموهوبين فى كندا. ما هى نصيحتك لمنتجى الإعلام من المصريين للحفاظ على مكانتهم كمصدر للقوة الناعمة فى المنطقة العربية فى مجال السينما والدراما؟ وما هى نصيحتك للشبان المصريين المهتمين بالدراسات الأكاديمية فى هذا المجال؟ من وجهة نظرى، الأشخاص الذين لديهم قوة وسلطة حقيقية هم المواطنون، وليسوا الصحفيين أو منتجى الإعلام، فأنا أعتقد بأن دور الصحافة والقائمين على الإعلام هو عمل مهنى، والوجود فى تلك الوسائل الإعلامية، وبخاصة الصحافة، لا يعنى كونك مصورا، والأمر لا يتعلق بقوتك الخاصة، لأن الخبر الذى تكتبه سيقرؤه القاريء فى النهاية، وأعتقد بأن الوظيفة الحقيقية للصحافة فى المستقبل هى النظر لمضمون الفكرة، كالطبيب عند تشخيص المرض، أى منح القاريء أو المتلقى فهما كاملا للموضوع محور النقاش، وحق الوصول إلى المعلومات والحقيقة، وليس من خلال وجهة النظر الصحفية لكاتب الخبر، والإعلام على المستوى العالمى الآن يحدث فيه الخلط ما بين الأحداث، والخطأ فى فهم هذه الأحداث، لذلك، يجب أن يكون كاتب الحدث على مستوى عال من الدراية بأبعاد الموضوع المراد نشره، وسرد الحقيقة، مع الإلمام بكيفية إعطاء معلومات حقيقية، وليس مجرد رؤية للموضوع من خلاله من أجل السبق الصحفى والشهرة، ومنتجو الإعلام والتليفزيون مسئولون أيضا، ولابد أن تعكس الأفلام والتليفزيون والبرامج الإعلامية المجتمع ككل، وأن تكون المرآة الحقيقية، والعين المجردة للواقع، وليست جانبا منه فقط، ولابد للمنتجين أن تكون لديهم مسئولية حقيقية فى تقديم قصص الأشخاص، من خلال الأجيال الحديثة فى المجتمع، وطريقة تفكيرهم، واحتياجاتهم، واتجاهاتهم، فالأمر الآن أصبح لا يتعلق بكبار السن، وإنما تجب مخاطبة الشباب، فلديهم الحق فى أن يقوم منتجو الأفلام بعمل أفلام تفيدهم وتخاطب عقولهم، وأنا كمنتج تليفزيونى يجب أن أتفهم الجمهور بمختلف أعماره، ودياناته، وأن يكون سردى للقصة له معنى بالنسبة لهم، وأن يمدهم بالمعلومات التى يحتاجونها، فالتعليم ضرورة لمنتجى الإعلام والصحفيين لإكسابهم مهارات احترافية، ولخلق قصص واقعية، ولنقل معلومات مؤكدة، أما بالنسبة لمصر، فلديها ثراء فنى وثقافى لا يصدق، وهنا أنا لا أتحدث فقط عن الكلاسيكية المصرية، ولا عن القرن العشرين فى صناعة الفيلم، ولكنى أعنى ثراء فى المواهب الفنية ووجود جمهور يعشق هذه المواهب، واليوم، ونحن فى بدايات قرن جديد، بما فيه من جيل حديث الرؤية، وتكنولوجيا، وكاميرات لم تكن موجودة من قبل، لابد من دمج الماضى بالحاضر، من خلال رؤى جديدة مبتكرة، ومعرفة كيفية الاتصال بالجمهور. أعلنت فى الأسبوع الماضى أن كلية الإعلام والتصميم الفنى بجامعة تورنتو فى طريقها للتعاون مع نت فليكس، هل يمكنك أن تخبرنا بالمزيد من التفاصيل حول هذه الخطط؟ نحن نتعاون مع جميع الصناعات ووسائل الإعلام، لذلك لدينا ترتيبات وعلاقات مختلفة مع فيسبوك ونت فليكس وجوجل ومنصات الموسيقى العالمية، وشركات كبيرة، لأننا نؤمن بأن هذه الشركات تستطيع مساعدتنا فى تقديم وظائف لطلابنا ومساعدتنا فى تمويل الأبحاث، وبالنسبة لنت فليكس، فالأمر ليس مجرد إعلان كبير بيننا، كما أذيع فى الأخبار، ولكنها نقاشات بيننا لتوظيف طلابنا، فنحن نحاول فتح مجالات معهم من أجل هذا الغرض، وهنا أقول إنه يوجد دور للصحافة فى تضخيم الأخبار، وبلورتها بطرق تعود على كاتبها بالنفع، أو من أجل الشهرة، بعيدا كل البعد عن صحة وحقيقة الخبر.