هل يمكن أن تصبح مدينة سرت الليبية دبى أخري؟ نعم، حسب بوريس جونسون وزير الخارجية البريطانى السابق والمرشح لخلافة ماى رئيسة الوزراء المستقيلة: فقط بعد تطهيرها من جثث قتلى الحرب الدائرة حاليا. وما هى عواقب استمرار بريطانيا بالاتحاد الأوروبي؟ حسب بوريس أيضا: سيتدفق عليها 77 مليون تركي. منتصف التسعينيات، وكنت آنذاك فى لندن، شاهدت بوريس، وكان ضيفا شبه دائم فى برنامج تليفزيونى أسبوعي. كان مقدما البرنامج يشبعانه سخرية، وهو سعيد للغاية. كان وقتها صحفيا مغمورا بدأ متدربا بصحيفة التايمز ثم طردته لأنه نسب إلى مؤرخ كلاما لم يقله، لينتقل إلى التليجراف، حيث عمل مراسلا ببروكسل، وادعى فى أحد موضوعاته أنه يتم اعداد كفن للموتى بحجم واحد لكل دول الاتحاد، ليعلو نجمه بين قراء الصحيفة المحافظة بسبب هذه الترهات، ويصبح رئيسا لتحرير مجلة الاسبكتاتور الأسبوعية. ثم سرعان ما انضم لحزب المحافظين وانتخب عضوا بمجلس العموم 2001، إلا أن ما جعل بوريس، وهو الذى ينادى به تحببا، سياسيا مهما هو انتخابه عمدة للندن مرتين (2008- 2016)، حيث كانت له انجازات جيدة. وطيلة تلك السنوات لم يعدم التصريحات المثيرة للجدل ضد أوروبا والأقليات والمعارضة ليتحول إلى نجم شباك عند الناخب المحافظ الذى مل من السياسيين التقليديين وما أكثرهم فى بريطانيا. بوريس أحد أبطال الضحك على البريطانيين لكى يصوتوا للخروج من الاتحاد الأوروبى 2016، ومن أشهر أكاذيبه، أن بريطانيا تدفع أسبوعيا للاتحاد 350 مليون جنيه استرلينى ولو خرجت يمكن استخدامها لتحسين الخدمات الصحية. هذه الاكاذيب لم تقلل من شعبيته بل على العكس مازال الأبرز لزعامة الحزب ورئاسة الحكومة خصوصا إذا علمنا أن عدد أعضاء المحافظين على مستوى بريطانيا 124 ألفا فقط غالبيتهم من الشريحة الموسرة للطبقة الوسطى البيضاء. مشكلة بوريس ليست مع هؤلاء بل داخل الحزب، حيث يهدد زملاء له بالاستقالة إذا أصبح زعيما ويتكتلون لمنع ذلك، ومشكتله مع أوروبا التى لم يترك نقيصة إلا وألحقها بها.. فهل ستمنحه أوروبا ما لم تعطه لماي.. أشك كثيرا؟ [email protected] لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام