اعتقلت قوات الأمن الجزائرية عددا من المحتجين فى محيط ساحة البريد المركزى بالعاصمة، التى تعد رمزا للاحتجاجات غير المسبوقة منذ ثلاثة أشهر، وذلك خلال احتجاجات، أمس، التى شارك فيها آلاف الجزائريين. وكان عمال البلدية قد قاموا الثلاثاء الماضى بتشييد جدار حديدى حول المدخل الرئيسى لبناية البريد المركزي. ومنذ بداية الحركات الاحتجاجية فى 22 فبراير اعتاد المتظاهرون على الالتقاء فى ساحة البريد المركزى واتخاذ درج المبنى المغلق منذعام 2015 منبرا لترديد شعاراتهم أمام قوات الشرطة التى لا تتدخل. ولأول مرة حاولت الشرطة، باستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع، منع المحتجين خلال التظاهرة الأسبوعية أمس من صعود الدرج، لكنها تراجعت أمام الحشود الكبيرة التى أصرت على استرجاع أحد رموز حركتها. ومن ناحية أخري، تنتهى قريبا المهلة القانونية لتقديم ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية فى الجزائر، التى لا تزال تشكل نقطة خلاف حاد بين مؤيدين للفكرة ومعارضين لها. وتصر المؤسسة العسكرية على الذهاب نحو انتخابات رئاسية فى أقرب وقت ممكن، فى حين يرى الحراك أن الانتخابات المنشودة غير ممكنة فى ظل بقاء رموز النظام السابق، وغياب أسماء بارزة يمكنها قيادة البلاد نحو بر الأمان.