رافقت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) معاناة الفلسطينيين منذ نشأتها قبل 70 عاما، وقدمت الدعم والخدمات الانسانية لهم، رغم شح التبرعات الدولية. الآن، حان وقت إسدال الستار على أونروا لأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل اعتبرتاها جزءا من المشكلة وعائقا أمام صفقة القرن الموعودة. مبعوث السلام الأمريكى جرينبلات، دعا إلى وقف نشاط المنظمة التى قال: إنها خذلت الفلسطينيين. كيف حدث ذلك؟ يرد: أونروا مجرد ضمادة للجروح، والفلسطينيون يستحقون أفضل بكثير. ويضيف: الدول المستضيفة للاجئين ،عليها تولى المهمة. جميل.. ماذا إذا بشأن 200 ألف طالب تقوم الأونروا بتعليمهم فى مدارسها؟ هل سيتبرع جرينبلات بتعليمهم أم ستعطيهم بلاده منحا دراسية؟ وإذا علمنا أن الدول المستضيفة تئن من قلة التبرعات، وأن أمريكا أكبر المانحين أوقفت دعمها للمنظمة البالغ 350 مليون دولار العام الماضى، يمكننا أن نتوقع كما من المعاناة الاضافية فى انتظار اللاجئين الفلسطينيين. لكن المسألة- فى اعتقادى- ليست فقط استهدافا للأونروا بل هدم لمنظومة كاملة كان للأمم المتحدة الدور الأساسى، وبناء منظومة أخرى تتوافق مع صفقة القرن المرتقبة والدور الأمريكى المركزى فيها. القضية الجوهرية الأخرى هى اللاجئون، فالأونروا ارتبط اسمها باللاجئين، والمطلوب حاليا انهاء الملف، وبالتالى لا ضرورة لوجود منظمة مرتبطة بهم. وفى هذا السياق، يأتى الهجوم النارى للسفير الإسرائيلى بالامم المتحدة دانون الذى قال إن أونروا فاقمت من المشكلة وليس التخفيف منها. ثم إن توقيت الدعوة الأمريكية لحل المنظمة لافت، فهى تأتى قبل أسابيع من عقد ورشة عمل خاصة بالشق الاقتصادى لصفقة القرن بالبحرين. وفاقم من الغضب الأمريكى أن أونروا تنظم فى توقيت متقارب مؤتمرا لجلب تبرعات لبرامجها الانسانية. لسان حال واشنطن يقول: نحن ننظم مؤتمرا لتوفير عشرات المليارات من الدولارات لتنفيذ الصفقة، وأونروا تريد سحب البساط بمؤتمر للحصول على ملايين قليلة. فى التصور الأمريكى لانهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، لم تعد للأونروا ضرورة لكن لأن من الصعب شطبها بجرة قلم، فلابد من حملة ممنهجة تحول كل ما فعلته إلى خطايا بل وتجعلها عبئا على المستقبل. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام