يعجب المرء أشد العجب إزاء ما توصل إليه العلماء بصدد استجلاء مغزى التوجيهات النبوية الشريفة من الحض على تناول الصائم تمرات عند إفطاره بعد أن عددوا ما فى ذلك من فوائد جمة، ويبلغ العجب منتهاه عندما نقرأ قول الله تعالى فى سورة مريم: «وهزى إليكِ بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلى واشربى وقرى عيناً»، فثمة دراسات علمية قرأنا نتائجها من عدة مصادر أثبتت أن تناول الحوامل التمر حين المخاض يؤدى إلى تقوية عضلات الرحم، ويسفر ذلك عن تنظيم الانقباضات العضلية محدثةً تناغماً مع درجات اكتمال الحمل فى لحظة الولادة لاحتوائه على هرمون «البيتوسين» ينبه عضلات الرحم للقيام بوظائفها على أكمل وجهه مما يسهل عملية الولادة، أضف إلى ذلك أن التمر يخفض ضغط الدم لفترة ليست طويلة، ثم يعود إلى طبيعته مما يقلل احتمال حدوث النزيف بعد الولادة، ونظراً لأن التمر يحتوى على نسبة عالية من المواد السكرية، فإن تناوله مع الماء يسهل إذابتها وهضمها وامتصاصها واحتراقها، فيمنح الطاقة فى أثناء عملية الولادة، وبعدها يكسبها نشاطاً يخلصها من حالة الوهن والإجهاد التى تلى عملية الولادة، هذا فضلاً عن دوره الفعال فى إدرار لبن الرضاعة.. أيضا ثبت أن تناول التمر يدخل السكينة والهدوء يخفف حالة التوتر العصبى والنفسى والذى يسبق ويصاحب عملية الولادة فتعود هادئة النفس قريرة العين، فإذا كان الأمر بهذا الإعجاز المبهر، فلماذا لا نتخذ أمثال هذه النتائج القيمة وما أكثرها فى القرآن والسنة سبيلاً لعله ينقلنا إلى صياغة «خطاب ديني» قائم على إعمال العقل، ونضج الفكر وسعة الأفق نجلى به ما فى حياتنا من ظلماء، ويغيثنا من دعاوى الغلو والغلواء. عبدالحى الحلاوى