إثر فضيحة هزت الائتلاف الحاكم بالنمسا، أعلن هاينز كريستيان شتراخه نائب المستشار النمساوى وزعيم حزب الحرية اليمينى المتطرف استقالته أمس بعد الكشف عن محاولته الحصول على دعم مالى وسياسى من روسيا خلال حملته الانتخابية عام 2017، وذلك فى فضيحة مدوية لأحد أبرز قيادات اليمين المتطرف فى أوروبا قبل اسبوع من انتخابات البرلمان الأوروبي. وقال شتراخه فى مؤتمر صحفى فى فيينا «قدمت للمستشار سيباستيان كورتس استقالتى من مهامى كنائب مستشار وقبلها». وأكد أيضاً استقالته من رئاسة حزب الحرية النمساوى الذى يديره منذ عام 2005. وتم تعيين وزير النقل نوربرت هوفر خلفا لشتراخه فور إعلان الاستقالة. وأضاف شتراخه الذى كان قد شكل الحكومة مع المستشار المحافظ كورتس فى نهاية 2017 : «ارتكبت هفوة ولا أريد أن يشكل ذلك ذريعة لإضعاف التحالف». وندد شتراخه ب»استهداف سياسي» قال إنه طاله، مؤكداً أنه لم يرتكب «أى مخالفة». وذكرت وكالة أنباء «رويترز» أنه من غير الواضح حتى الآن التأثير المحتمل لاستقالة شتراخه على الائتلاف الحاكم الذى تعرض لأزمة قبل أسبوع من إجراء تصويت فى البلاد على اختيار ممثليها فى البرلمان الأوروبي. ويأتى هذا الإعلان بعد نشر مجلة «دير شبيجل» وصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانيتين تسجيلا مصورا يظهر فيه شتراخه وهو يعرض على مستثمرة روسية نافذة مساعدتها لتدبير رسو عطاءات حكومية عليها مقابل مساعدته فى حملته الانتخابية. ووفقا لنص المحادثة بالتسجيل، قال شتراخه إن المستثمرة الروسية «ستحصل على جميع العقود العامة التى هى اليوم بيد ستراباج»، وهى مجموعة بناء نمساوية نافذة جداً فى هذا القطاع.كما تضمن اللقاء، الذى تم فى فيلا فى جزيرة إيبيزا قبل أشهر من انتخابات 2017، اتفاقات حول استحواذ المرأة على صحيفة «كرونن تسايتونج» النمساوية بدعوى أنه فى حالة استحواذ الروسية على الصحيفة، يمكنها أن تعمل قبل الانتخابات لمصلحة حزبه بالدعاية له.