على مر الأعوام كان كل ما يتطلبه الأمر للاستعداد لخوض امتحانات نهاية العام تحضير قلمى جاف متطابقين وقلم رصاص وأستيكة ومسطرة وآلة حاسبة وأدوات هندسية فى امتحان الرياضيات هذا إلى جانب الاحتفاظ بالمعلومات التى حفظتها فى رأسك بالطبع...ولكن ولأننا فى الألفية الثالثة ولأن وزارة التربية والتعليم, والتعليم الفنى قررت ضرورة لحاق طلاب الصف الأول الثانوى بركب الحضارة الحديثة، وبالتالى دخولهم وبقوة إلى العالم الرقمى أصبح هناك جديد فى مسألة الاستعداد للامتحان. فقد دخل إلى حياة هؤلاء الطلاب, المحظوظين من وجهة نظر الوزارة، المنكوبين فى نظر أنفسهم وأولياء أمورهم للأسف, مستطيل أسود صغير الحجم ولكن تأثيره وسيطرته تفوق كل التوقعات.فعلى صعيد الاستعداد اللوجستى لدخول الامتحان على الطالب التأكد من أن التابلت مشحون وأن الشريحة التى من المفترض ان تستخدم فى حالة انقطاع الانترنت المدرسى هى ايضا مشحونة اى انه قد تم دفع خمسة جنيهات لضمان وصول خدمة الانترنت،.ولا مانع من اصطحاب باور بانك او (بنك طاقة) لتغذية التابلت فى حالة نفاد الشحن لأى سبب. ربما تبدو تلك الاستعدادات معقدة بالنسبة للأجيال القديمة ولكنها هينة بالنسبة للجيل الجديد ممن اعتادوا على التأكد من شحن الموبايل قبل خروجهم للتنزه مع أصحابهم وربما اصطحاب باور بانك لمواجهة أى طارئ على حد تفسير إحدى ممثلات الوزارة والتى استضافها برنامج تليفزيونى أخيرا. إذن ليست هناك مشكلة بالنسبة للاستعداد اللوجستى من جانب الطالب مما يقودنا إلى الحديث عن استعدادات المدارس والوزارة للامتحانات التى ستبدأ فى 19 مايو وما حملته من سلسلة من الطرائف على مدى الأسبوع الماضى بدأ الأمر بإرسال المدرسة تنبيها عبر صفحتها على الفيسبوك بما أننا فى العصر الرقمى ولأن الطلبة فى إجازة منذ أسابيع، بضرورة التأكد من سلامة التابلت وأنه يعمل وإمكانية الدخول على موقع الوزارة لتسجيل التقدم لامتحان نهاية العام إلكترونيا وطباعة الاستمارة وتسليمها للمدرسة اليوم التالى وهو اليوم الذى كان محددا ليوقع الطالب وولى الأمر على تعهد بسلامة التابلت. للأسف باءت المحاولات المتكررة لتسجيل التقدم للامتحان بالفشل من خلال عبارة بيانات الطالب غير صحيحة رغم التأكد من سلامة الأكواد عشرات المرات.كل ما كان يهم المدرسة فى اليوم التالى هو توقيع التعهد بسلامة التابلت ولا علاقة لها بالشق الالكترونى! ويومان وفوجئنا ان الطلبة سيتوجهون إلى المدرسة الحكومية التى سيختبرون فيها على سبيل التأهيل والتعرف على الأجواء التى سيمتحنون فيها والتأكد أن التابلت يعمل (وكنا و لله الحمد قد نجحنا فى التسجيل الالكترونى للامتحانات دون بالطبع معرفة السبب فى العوائق التى كبلتنا). أمر دعا للتفاؤل بأن هناك احتياطيات وخططا وما إلى ذلك ولكن سرعان ما تبخر التفاؤل حيث إن المسألة لم تتعد فتح التابلت والتأكد من أن الانترنت واصل! يومان آخران وجاء الاعلان عن البروفة جنرال للتابلت حيث طلب من الطلاب التأكد من شحن الشريحة لاجراء امتحان تجريبى ليتبين بعد ذلك أن من حالفهم الحظ ودخلوا إلى الموقع لم يكن مطلوبا منهم الاجابة عن امتحان تجريبى بل على استطلاع للرأى حول مدى فاعلية التابلت! والآن ليس أمام عشرات الآلاف من أولياء أمور طلاب الصف الأول الثانوى سوى التضرع إلى الله فى هذا الشهر الكريم أن يخرجنا من تجربة التابلت وسنينه بسلام ودون مزيد من الطرائف. لمزيد من مقالات هناء دكرورى