يقول الحق سبحانه وتعالى» يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيراً «سورة النساء الآية 94» . روى أسامة بن زيد نفسه الواقعة بقوله : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية فلقيت مرداس بن نهيل الغمرى فقتلته، وكان لم يسلم من قومه غيره، وكان يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ويسلم علينا، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته فقال قتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله فقلت : يا رسول الله إنما تعوذ من القتل . فقال النبى : كيف أنت إذا خاصمك يوم القيامة بلا إله إلا الله . قلت : فما زال يردها على : أقتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله حتى تمنيت لو أن إسلامى كان يومئذ نزلت الآية «يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم فى سبيل لله فتبينوا»، كان أسامة بن زيد رضى الله عنه ممن خصهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفضل والحب النبوى الكريم، والده هو زيد بن حارثة رضى الله عنه ، وكان من أحباب النبى صلى الله عليه وسلم . ويقول الدكتور محمد عبد المالك مصطفى الأستاذ بجامعة الأزهر، إن ابن عباس روى: كان رجل فى غنيمة له، فلحقه المسلمون فقال السلام عليكم فلما رأوه قتله أسامة بن زيد وأخذوا غنيمته ، فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أذا ضربتم فى سبيل الله .....) الآية والمقصود أن الذين آمنوا بالله واتبعوا الرسول، إذا خرجوا للجهاد فى سبيل لا تقولوا لمن أظهر لكم ما يدل على إسلامه أنك لست مؤمنا ولا تقتلوه من أجل متاع الحياة كالغنيمة فعند الله مغانم كثيرة، شارك أسامة بن زيد فى العديد من الغزوات والمعارك وأبلى فيها بلاء حسنا، فتأكد النبى صلى الله عليه وسلم من مقدرة أسامة فى قيادة الجيوش، فعهد إليه بقيادة الجيش لغزو الروم، ودخل تحت لوائه معظم الصحابة من المهاجرين والأنصار منهم ، أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبى وقاص، وسعيد بن زيد ، وقتادة بن النعمان رضى الله عنهم جميعا.