يقول الله تعالى» فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما» سورة النساء الآية 65 ، يقول بعض المفسرين نزلت هذه الآية، فى الزبير بن العوام، وهو أول من سل سيفا فى سبيل الله، وزوج أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما، وابن عمة النبى صلى الله عليه وسلم، فأمه صفية بنت عبد المطلب رضى الله عنها، كان الزبير بن العوام من أجود الناس وأكرمهم، ينفق كل أموال تجارته فى سبيل الله، يقول عنه كعب: للزبير ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فما كان يدخل بيته منها درهم واحد، فكان يتصدق بها كلها، لقد تصدق بماله كله حتى مات مديونا، ووصى ابنه عبد الله بقضاء دينه، وقال له: إذا أعجزك دين، فاستعن بمولاى. فسأله عبد الله: أى مولى تقصد؟ فأجابه: الله، نعم المولى ونعم النصير. يقول عبد الله فيما بعد: فوالله ما وقعت فى كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه. يفسر الدكتور محمد عبدالمالك مصطفى الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الآية السابقة نزلت فى خصومة بين الزبير بن العوام ورجل من الأنصار، كانا يسقيان كلاهما فى النخل فقال النبى صلى الله عليه وسلم اسق يا زبير، وأرسل إلى جارك، فقال الأنصارى يا رسول الله، هل تفضل ابن عمتك و تسقى له؟ فتلون وجه الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم قال : اسق يا زبير، ثم احبس الماء حتى يصل إلى الجدار، ثم ارسل الماء إلى جار، فأنزل الله تعالى فيه « فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ....». أحب الزبير رضى الله عنه رسول الله حبا ملك فؤاده وجوارحه، وصدق بكل ما جاء به وأسلم منذ بزوغ أول شعاع فى الإسلام، فكان واحدا من السبعة الأوائل الذين سارعوا إلى الإسلام، ولما علم عمه نوفل بن خويلد بإسلامه غضب لذلك بشدة، وعذبه بنفسه، فكان يلفه فى حصير، ويدخن عليه بالنار، ويقول له: اكفر برب محمد، أدرأ عنك هذا العذاب، فيرد عليه الزبير قائلا: لا، والله لا أعود للكفر أبدا، كان الزبير رضى الله عنه يحب الشهادة ويتمناها فى كل الأوقات، لذلك سما أولاده بأسماء الشهداء، هاجر الزبير وهو ابن ثمانية عشر عاما، إلى الحبشة الهجرتين، وصاحب الرسول عليه الصلاة والسلام بالعودة فى كل المشاهد .