قال العزيز الحكيم فى كتابه « ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شىء وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين « سورة الانعام الآية 52 . إنه عبد الله بن مسعود، فيمن ذُكر عند ربه الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى، وهو ينحدر من نسل فقير ، إذ كان والده مسعود بن غافل فى الجاهلية، حدث هذا حينما قال المقدم بن شريح عن أبيه عن سعد ان هذه الآية نزلت فينا ستة : أنا وفى ابن مسعود ، وصهيب وعمار والمقداد وبلال، إذ قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لا نرضى أن نكون أتباعاً لهؤلاء فاطردهم (عنك)، فأنزل الله تعالى عليه «ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه». يذكر الدكتور السعيد محمد على من علماء الأوقاف، أن وجهاء هذا المجلس عندما رفضوا أن ينضموا إلى هؤلاء الفقراء والمساكين، طلبوا من النبى صلى الله عليه وسلم ان يصرفهم عن مجلسهم فلا يجتمعوا بهم، تحير الرسول لأنه كان حريصا على ان يدخل هؤلاء الرجال الإسلام ، ولكن وجه الله أمره إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ألا يطرد هؤلاء الرجال الصالحين، ولا تبعدهم أيها الرسول عن مجلسك الذين هم فى عبادة دائمة لله فى أول النهار وآخره مخلصين له العبادة، ولا تستمل لطلب أكابر المشركين، وليس عليك من حسابهم من شىء، فإن أبعدت هؤلاء المسلمين فإنك تكون من المتجاوزين لحدود الله، ويروى عبد الله بن مسعود ما حدث بعد ذلك بقوله « أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكيت له: علمنى من هذا القول. قال : إنك غلام معلم فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعنى فيها أحد . فهو أول من جهر بالقرآن الكريم فى مكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسارع إلى الدخول فى ساحة الإيمان، وأعلن على الملأ من قريش أنه كفر بآلهتهم وتبرأ من أصنامهم، واتجه بقلبه إلى الله عز وجل.