شهد التصويت على التعديلات الدستورية الأخيرة توفير بطاقات مطبوعة بطريقة «برايل» للمرة الأولى فى تاريخ مصر، تمكن المواطن الكفيف من الإدلاء بصوته دون الحاجة إلى مرافق، وذلك بالتعاون بين الهيئة الوطنية للانتخابات، والمجلس القومى لشئون الإعاقة. وقد سمعت عن تلك البطاقات فى وسائل الإعلام، ثم تلقيت اتصالا من إحدى صديقاتى تخبرنى بأنها قد وجدتها بالفعل فى لجنتها بمنطقة شبرا الخيمة، وبدأت تصف لى فكرة البطاقة، وأنها عبارة عن غلاف من البلاستيك، توضع داخله البطاقة العادية، ومطبوع عليه الاختيارات، وحول كل اختيار يوجد مربع مفرغ يمكن للشخص الكفيف أن يضع بداخله العلامة المناسبة، بعد ذلك يتم استخراج البطاقة من هذا الغلاف وطيها ووضعها داخل الصندوق. وأعجبت بالفكرة إعجابا شديدا، فهى فكرة مناسبة على بساطتها، كما أنه يمكن استخدام الغلاف الواحد للتصويت أكثر من مرة. وبدأت أتحدث مع أصدقائي، فأخبرنى بعضهم، أنهم ذهبوا إلى لجانهم ولم يجدوا البطاقة، ثم ذهبت إلى لجنتى فلم أجد شيئا، بالرغم من أن لجنتى قريبة من وسط القاهرة، وعلمت أن البطاقة موجودة فى بعض المحافظات وغير موجودة فى محافظات أخرى أو على وجه التحديد فى بعض اللجان فى تلك المحافظات. وعلى الرغم من أن عدد اللجان الفرعية للاستفتاء 13919 لجنة فى 10878 مركزا انتخابيا على مستوى الجمهورية، فقد تم الإعلان عن طبع عدد 14000 بطاقة بطريقة برايل، وبالتالى فمن المفترض وجود بطاقة واحدة على الأقل فى كل لجنة فرعية، مما يوضح وجود مشكلة فى توزيع البطاقات، أو أن المسئولين فى بعض اللجان لم تكن لديهم المعلومة عن توافر البطاقة فى لجنتهم، وهو خطأ وارد عندما يتم تنفيذ فكرة لأول مرة، ويمكن تداركه بسهولة فى الاقتراعات المقبلة. وأخيرا فإننى أتقدم بخالص الشكر لكل مَن أسهم فى خروج تلك البطاقات إلى النور، وأتمنى أن يتم تنفيذها فى جميع الاستحقاقات القادمة، كما آمل أن تكون هذه البطاقات خطوة لتحقيق تكافؤ الفرص فى جميع المجالات.