شغلت كنيسة «نوتردام» اهتمام العالم خلال الأيام الماضية، بعد احتراقها وخسارة العالم هذا الأثر التاريخى والدينى المهم، ويرجع سبب شهرة هذه الكنيسة فى مصر لرواية الأديب الفرنسى الشهير فيكتور هوجو «أحدب نوتردام» التى صدرت عام 1831، والتى شاهدها المصريون أكثر من مرة بعد أن تحولت إلى أفلام للكبار والصغار. صّوَّر هوجو فى روايته كنيسة نوتردام وهى فى أسوأ حالاتها، حيث كانت مهملة وآيلة للسقوط، رغم الجمال الفنى داخلها، وتدور أغلب أحداث الرواية فى الكنيسة أواخر العصور الوسطى خلال عهد لويس الحادى عشر، حيث كان يعيش «كوازيمودو» مختبئًا فيها عن أعين الناس لأنه أحدب قبيح الشكل، وكان قد أشاع الخوف بين الناس فى أحد الاحتفالات الشعبية، فأصبح عمله الوحيد قرع أجراس الكنيسة. لكن اللمسة الرومانسية لهوجو جعلت الراقصة الغجرية «أزميرالد»، بطلة الرواية، تبحث عن جانب الخير فى الأحدب، عندما التقت به مصادفة، فنشأت بينهما قصة حب، رغم كثرة معجبيها من الرجال الأصحاء. لاقت هذه القصة الإنسانية استحسانا كبيرا فى نفوس الفرنسيين وقتها، ولفتت نظر الدولة الفرنسية للكنيسة، والحالة السيئة التى آلت إليها، فقامت بترميمها وإحيائها من جديد لتصبح من أكبر الكاتدرائيات فى العالم، بل أصبحت رمزا للثقافة والحضارة الفرنسية. واقتبست الرواية فى أفلام عدة، وعرضت فى أغلب بلاد العالم، ومنها مصر، وكان آخرها العرض المسرحى الذى قدمه المخرج عاصم نجاتي، حيث عرض بالمعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، خلال احتفالات وزارة الثقافة لعام مصر وفرنسا. وأُنتجت الرواية عدة مرات سينمائيا فى أعوام 1932، و1939، و1956، وهو أقوى عرض لها حيث أبدع أنتونى كوين وجينا لوبريجيدا فى دوريهما، كما قدمتها شركة والت ديزنى العالمية عام 1996 فى فيلم رسوم متحركة للأطفال، وأخيرا قدمت عام 1997 فى فيلم عالمى بطولة ريتشارد هاريس وسلمى حايك. وفيكتور هوجو من أبرز أدباء عصره فى فرنسا، وكانت الرومانسية هى الطابع الغالب فى كتاباته، ويعد من الشخصيات العظيمة فى فرنسا، حتى إن صورته وضعت على العملة الفرنسية، ودفن فى مقبرة العظماء بعد وفاته عام 1885عن عمر يناهز 83 عاما.