تراجع الطلب على إنتاج المصنع بسبب القطن السودانى واليونانى تسببت الخصخصة فى تدهور وتدمير مصنع غزل سوهاج وتقلص عدد العمال بنسبة 90 %، وقد تهالكت ماكينات المصنع بعد توقفها عن التشغيل. وبعد ان كان المصنع يستخدم القطن المصرى أصبح يستخدم القطن السودانى واليونانى السيئ وأصبح إنتاجه لا يلاقى الرواج المناسب وتم بيع 60 ماكينة خردة، وهناك 30 أخرى فى الطريق، وتم فك 5 ماكينات حديثة تعمل إلكترونيا ونقلها الى مصانع اخرى، وتم بيع 20 فدانا من أراضى المصنع لتقام عليها ابراج سكنية.. والمسئولون ينتظرون البدء فى خطة الانقاذ التى وضعتها القابضة للغزل والنسيج وتحويله الى مصنع نسيج. بداية.. كان مصنع غزل سوهاج التابع لشركة الوجه القبلى للغزل والنسيج الذى اقيم على مساحة 60 فدانا وقد بدأ الإنتاج عام 1976 بطاقة 131 طنا سنويا من خيوط الغزل بأنواعها ويسوق إنتاجه محليا ويتم تصدير الباقى. وكان العاملون يتباهون بأنهم يعملون بالمصنع وهم خارجون من كل وردية باعداد كبيرة فى الشارع. واستمر المصنع على هذه الحال حتى جاءت رياح الخصخصة وانقلبت الحال رأسا على عقب، حيث يقول مسئول بالمصنع رفض ذكر اسمه انه عندما بدأ العمل بالمصنع كان عدد العمال أكثر من 5 آلاف عامل من مختلف انحاء المحافظة وقد أصبح عددهم حاليا نحو 465 عاملا فقط، وكان يعمل 3 ورديات يوميا أصبحت الآن ورديتان فقط، كما كان يستخدم القطن المصرى ولكن حاليا يتم استخدام القطن السوادنى واليونانى نظرا لارتفاع سعر طن القطن المصرى جيزة 68 ورفض العملاء له، مشيرا الى ان الإنتاج المحلى من القطن الطويل التيلة يتم تصديره للخارج. وقد تم بيع 60 ماكينة من ماكينات أقسام المصنع الثمانية خردة، وهناك 30 ماكينة أخرى فى طريقها للتكهين، تتم الاستعانة ببعضها عند الحاجة، وأضاف ان المصنع كان يصدر كميات ضخمة من انتاجه لدول أوروبا الشرقية وروسيا ولكن الوضع تغير وتوقفت عمليات التصدير تماما لانخفاض جودة المنتج لتقادم الماكينات وخروج كل العمال ذوى الخبرة والمهارة للمعاش المبكر فى إطار تطبيق سياسة الخصخصة، مشيرا الى شركة الوجه القبلى للغزل والنسيج ومقرها سوهاج يتبعها مصنع غزل قنا والذى يعد أول مصانع الشركة من حيث الإنشاء ومصنعا غزل سوهاجوأسيوط واللذان أقيما بعده فى وقت واحد ومكتبان للبيع بالقطاع التجارى احدهما بالقاهرة والآخر بالإسكندرية. ومن أثار الخصخصة أيضا بيع 20 فدانا من ارض المصنع قبل يناير 2011 أقيمت عليها أبراج سكنية. ولفت الى انه خلال اجتماع الشركة القابضة مع وزير قطاع الأعمال منذ شهر تقرر البدء فى تطوير مصنعى غزل أسيوط والمنيا وتحويل مصنع غزل سوهاج الى مصنع نسيج خلال 3 أشهر ونحن فى الانتظار، واختتم قوله بان اكبر مشكلة تواجه العمال فى الوقت الحالى عدم توافر الخامات وانتهاء صلاحية غالبية مكن المصنع وتدنى المرتبات. وقال أحمد عبدالكريم مدير عام شئون العاملين السابق بالمصنع إن أعداد العمالة بدأت تتناقص عام 1992 بخروج 350 عاملاً من خيرة العمال تحت اسم «مجمع عمالة» بصرف 10 آلاف جنيه لكل عامل لإقامة مشروع صغير عبارة عن منحة من الاتحاد الأوروبى ثم خروج نحو 500 عامل عام 2000 تحت مسمى المعاش المبكر دفعة أولى وخروج دفعة أخرى بعدد 350 عاملا عام 2008 ثم دفعة ثالثة فى نفس العام بعدد 300 عامل ثم دفعة أخرى بعدد 500 عامل فى ابريل 2009، وهكذا حتى تقلص عدد العمال الى أقل من 500 عامل نتيجة لتطبيق سياسات الخصخصة. وأضاف ان عدد الماكينات التى لا تعمل بالمصنع نحو 150 ماكينة لعدم القيام بأعمال صيانة لها.. كما تم تفكيك 5 ماكينات حديثة تعمل الكترونيا ونقلها لمصانع الوجه البحرى لافتا الى ان إنتاج الخيوط فى السبعينيات كان يصدر لدول الكتلة الشرقية إلا ان عملية التصدير بدأت تتراجع فى الثمانينيات لتهالك الماكينات وعدم إنتاج الخيوط بالجودة المطلوبة الى ان توقفت تماما.. لافتا الى ان مصنع بنى سويف تم بيعه والفيوم متوقف فيما تم الانتهاء من تطوير مصنع غزل قنا، اما المعارض التى أقيمت امام مدخل المصنع لعرض المنتجات فقد أصبحت جميعها مغلقة. وعند الاتصال برئيس مجلس إدارة شركة الوجه القبلى للغزل والنسيج والعضو المنتدب يوسف احمد يوسف للإجابة عن التساؤلات حول وضع المصنع والتعرف على خطة تطويره اكد ان الشركة القابضة للغزل والنسيج هى الجهة الوحيدة التى تمتلك خطة التطوير ولديها جميع التفاصيل. وعند طرح مشكلة المصنع على الدكتور أحمد الانصارى محافظ سوهاج اكتفى بالقول إن المصنع يتبع وزارة قطاع الأعمال وغير تابع للمحافظة.. وانه يتمنى ان يعود المصنع للعمل مرة اخرى كاحد الموارد المهمة للاقتصاد الوطنى وتشغيل العمالة.