المواطن الصالح هو الذى يحب السلام والأمان، والخير لبلده، ووطنه ومواطنيه وأهله وشريعته ودينه وأهل ملته، ولا ينقض يداً من بيعة، ويحب ولاة أمره, ويتلاحم معهم ويكون ناصراً لهم ومعيناً ومتعاوناً معهم على البر والتقوى، ويحب أن يعيش الكل بسلام ومودة ووئام واطمئنان فى ظل شريعة الرحمن، وهدى القرآن ولا يساوم على أمن وطنه أو يزايد عليه مهما تكن الأسباب والمبررات، وحق الوطن على الإنسان عظيم وأكبر من أن يعد ويحصى، كما أن لمن يتولى أمر هذا الوطن حقوقا كثيرة مرعية وواجبات مدونة على جميع الرعية لعظم قدره ومكانته ومسئوليته، وقد خلق الله تعالى الأرض ودحاها, وسخّر كل ما فيها لبنى الإنسان ليعمرها عمارة معنوية بالطاعات، وليعمرها عمارة حسية بالبناء والتنمية والإنتاج والتقدم والرقي. إن الحديث عن الانتماء واسع وطويل، ولكنه عنوان يستحق منا التوقف والتفكر، خاصة ونحن نرى الأمم والشعوب والجماعات والمؤسسات بل وحتى الأسر، تتهاوى وتفقد انتماءها من بعد ضعف وهوان. محمد مدحت لطفى أرناءوط موجه عام سابق بالتعليم الشرقية