* المواطنون: نتعرض للاستغلال بسبب جشع التجار وغياب الضوابط * الظروف الصعبة غيرت ثقافة الشراء فأصبحنا نشترى ما يلزمنا فقط شهدت الاسواق الشعبية والسلاسل التجارية الكبرى ارتفاعا ملحوظا فى اسعار الياميش والمكسرات هذا العام مقارنة بالعام الماضى ورغم هذه الارتفاعات استمرت حركة البيع والشراء فى اغلب المناطق وذلك يرجع الى رغبة المواطنين فى تلبية احتياجات أسرهم.. لكن عملية هذا الموسم اصبحت تتم بضوابط حيث يقوم المواطنون بشراء ما يلزمهم فقط لسد احتياجاتهم وعدم الافراط فى الشراء وهذا يرجع بالطبع الى الارتفاع الملحوظ فى الاسعار وصعوبة الظروف الاقتصادية. تحقيقات «الأهرام» قامت بعدة جولات فى عدة احياء بالقاهرة والجيزة رصدنا آراء المواطنين والتجار بالمحلات التجارية والسلاسل وكذلك وجهة نظر وآراء المسئولين،
حول اسعار هذا العام يقول لبيب حسنى صاحب أحد المحال التجارية، بمدينه نصر انه مع حلول شهر رمضان الكريم تسابقت المتاجر فى عرض السلع موضحا ان اسواق الياميش و المكسرات شهدت زيادة على العام الماضى ما بين 20 و 30 % و على سبيل المثال جوز الهند « 45 جنيها » والبندق يباع بسعر « 180 جنيها «وصولا الى الصنوبر الذى بلغ سعر الكيلو منه قرابة 900 جنيه و اللوز 210 جنيهات للكيلو ولفة قمر الدين 400 جرام تتراوح اسعارها من 30 الى 45 جنيها و كيلو الكاجو 280 جنيها و الفستق يتراوح سعر الكيلو من 290 الى 400 جنيه اما المشمشية 114 جنيها والقراصيا المخلية 110 جنيهات للكيلو والقراصيا البذر 74 جنيها للكيلو وعين الجمل 210 جنيهات للكيلو والتين 95 جنيها وهكذا. بينما ترى سعاد محمد عبد الجواد موظفة بمنطقة مصر الجديدة أن الاسعار هذا العام شهدت ارتفاعا ملحوظا على العام الماضى ومع هذه الارتفاعات لا نستطيع شراء ما يلزمنا الا بالقدر الضئيل من احتياجاتنا حتى نلبى باقى متطلبات اولادنا وما نواجهه من ظروف معيشية صعبة نمر بها ولكن الأمر يتطلب بعضا من التوفير لسد الاحتياجات وإسعاد اولادنا. «أنا بتفرج زى ناس كتير اوى بتتفرج وممكن اشترى نص كيلو من كام نوع كده علشان ولادى وخلاص» بتلك الكلمات عبّرت حنان منصور موظفة باحدى الشركات الخاصة بشبرا مصر والتى لم تتجاوز من العمر الأربعين عاماً، عن أسباب وقوفها أمام محال بيع الياميش و المكسرات وتتساءل أنا دخلى 2000 جنيه كيف يكفى أسرتي؟!.. لذلك أحاول شراء بعض التمر والعصائر الجافة واشياء بسيطة. رفاهية الياميش بينما تقول سحر أحمد حسين ربة منزل بمنطقة الهرم والتى بدا على وجهها علامات الصدمة من ارتفاع الأسعار هذا العام، إنها لا تشعر بقدوم شهر رمضان هذا العام؛ فقد غابت البهجة والسعادة عن أسرتها التى تعانى ظروفا اقتصادية صعبة بسبب الغلاء فى الأسعار. حيث زادت الأسعار كما تقول بشكل كبير على العام الماضى وكذلك السلع الأساسية فكيف نقضى شهر رمضان الذى ننتظره كل عام؟ فلا تكفى إمكاناتنا المادية أن نشترى الياميش الذى يعد رفاهية، أو نشترى لحوما وفراخا وغيره. من داخل احد الاسواق الشعبية بالقاهرة استكملنا جولتنا، فقال العربى اسماعيل صاحب احد محال العطارة بحى الازهر، ان الاسعار تتفاوت من منطقه لاخرى فالاحياء الشعبية اسعارها اقل بنسب ضئيلة عن غيرها من المناطق الراقية والهايبر ماركت. ويشير العربى الى ان الاسعار بها زيادات عن الاعوام السابقة فى منطقة الازهر والغورية حيث تتراوح اسعار البلح من 15 الى 30 جنيها للكيلو ولفة قمر الدين المصرى من 25 الى 35 جنيها والمشمشية من 85 الى 100 جنيه وهكذا. اما سوسن عبد الغنى موظفة بالمعاش وتسكن فى منطقة الحسين فتقول «يأتى شهر رمضان كل عام وله ميزانية خاصة فى كل بيت لارتفاع نسبة الشراء فيه لذلك نتعرض للاستغلال وجشع من التجار فى ظل عدم وجود ضوابط تحكم السوق موضحة ان الاسعار تتفاوت من منطقة لاخرى فاسعار الياميش فى المناطق الشعبية تختلف عن المناطق الراقية». وقت عصيب وترى منى أحمد - موظفة بحى الازهر ان شهر رمضان هذا العام جاء فى وقت عصيب اقتصاديا على الاسر المصرية وبالرغم من تلك الازمات الاقتصادية التى نعيش فيها الا ان معدلات الشراء لم تقل رغم ارتفاع الاسعار بصورة هائلة عن الاعوام الماضية، وتتساءل هل سبب ارتفاع الاسعار هو جشع التجار ام ارتفاع التكاليف ام هناك بعض الممارسات الاحتكاريه من بعض التجار؟ ويقول احمد عبد الحميد مهندس يسكن بمنطقة الحسين ان ارتفاع الاسعار جعلنا نعيش فى حالة تقشف اجبارى خاصة ان اسرتى مكونة من 6 افراد وليس لدينا سوى معاشى الذى لا يكفى احتياجاتنا الاساسية من مصاريف دراسيه وكهرباء وغاز ومياه لذلك كان الحل الوحيد هو التوفير والاقتصاد فى شراء مستلزمات رمضان. امام احدى السلاسل الشهيرة اكد سالم عبد الرحمن صاحب محلات ان الطبقات المتوسطة هى التى تحاول الشراء لسد احتياجات الابناء اما الأغنياء فقد اعتادوا شراء شنط رمضان التى يتصدقون بها على الغلابة من هذه المتاجر لذلك هناك اهتمام بها، وهى متفاوتة القيمة حسب نوع وكميات السلع داخلها وعلى سبيل المثال هناك شنطة وغيرها ويشير الى ان الاقبال هذا العام جيد الى حد ما مقارنة بالعام الماضى خصوصا على شنط رمضان حيث بدأ الاقبال يتزايد مع قرب حلول الشهر الكريم ويؤكد ان الاسعار تعتبر فى متناول معظم الطبقات خصوصا ان هناك تغييرا فى ثقافة الشراء لدى بعض المواطنين وهى شراء ما يلزمهم فقط من السلع عكس الاعوام السابقة قبل الارتفاعات الجنونية للأسعار. حرق الاسعار ويؤكد احمد عبد الدايم مسئول المشتريات باحدى السلاسل الكبرى بمدينة 6 اكتوبر أن أسعار ياميش رمضان ارتفعت بنسبة تتراوح من 20 الى 30 %، مقارنة بالعام الماضي. وأوضح أن الإقبال على شراء مستلزمات رمضان انخفض بشكل كبير، مبيناً أنه «رغم أن ياميش رمضان موسمى إلا أنه هذا العام فى متناول الطبقات المتوسطة وليست الفقيرة»، ويشير الى ان الطبقة الفقيرة هم من يعانون من انخفاض دخولهم فلا يشترون سوى كميات قليلة من التمر والفول السودانى وجوز الهند، ولا يقتربون من الياميش والمكسرات ولفت الانتباه إلى أن «تعويم الجنيه والارتفاع الكبير فى سعر الدولار وارتفاع قيمة الجمارك أساس غلاء الأسعار، لا سيما أن احتياجات رمضان معظمها مستوردة». واشار الى أن «معظم التجار يعانون من الركود فى بيع مستلزمات رمضان وأنواع العطارة الأخري، فلا يوجد سحب كبير ولا يتمكنون من بيع البضاعة لجمع رأس المال وشراء بضاعة جديدة». لذلك يلجأ بعض التجار إلى حرق الأسعار؛ ليتمكنوا من جمع رأس مال البضاعة وشراء بضاعة جديدة. خطة حكومية يشير النائب أحمد سمير- رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إلى أن الحكومة لديها خطة واضحة استعداداً لشهر رمضان، على رأسها رفع الاحتياطى الاستراتيجى للسلع ل6 أشهر، وزيادة المعروض من السلع، مع تكثيف الرقابة على الأسواق والتجار، لضبط أى تلاعب يمكن أن يحدث من جانب بعض التجار كتخزين السلع أو غيرها من الأمور التى يمكن أن تسبب أزمة بالأسواق، كما سيتم تعديل مواعيد العمل للمخابز والبقالين حتى 11 مساءً، مطالباً التجار بمراعاة هذا الشهر الكريم والتخفيف عن المواطنين وليس البحث عن تحقيق أرباح. واكد عمرو عصفور- عضو شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن جميع السلع موجودة بكميات وفيرة، والأسعار أفضل من العام الماضي، والشركات مستعدة تمامًا لزيادة الاستهلاك خلال شهر رمضان. وناشد عصفور المواطنين عدم التكالب على السلع حتى لا تحدث أزمة بها، مشيرًا إلى أن الغرفة التجارية تشكل معارض سنويًا تزامنًا مع شهر رمضان، إلى جانب إقامة الحكومة منافذ ثابتة ومتحركة للسلع فى كل مكان.