كيف أصيب الوسط الفنى التشكيلى بهذا الشلل الذى نلاحظه بغياب أهم الفعاليات التى كانت تعبر عن حيويته ومنها المعرض العام وصالون الشباب وغيرهما من البيناليات والتريناليات والسمبوزيوم وغيرها وغيرها من الأنشطة التى كانت مصر فيها رائدة كعادتها بين الأمم. هل السبب نقص التمويل وضعف الإمكانات؟ فميزانية وزارة الثقافة لم تتراجع لكن يبدو أن توزيع بنود الإنفاق هى التى تغيرت وتم استبعاد هذه الأنشطة للتوفير أو لوجود أولويات أخرى.. نحن أمام حاجة ملحة لتدبير اعتمادات خاصة بموارد مبتكرة، منها مثلاً المشاركة مع جهات دولية أو رعاة محليين أو إعلانيين لرعاية تلك الأحداث، وشراء جزء من المعروضات بما يعود على الوزارة والفنانين المشاركين بالمنفعة المتبادلة. أما إذا كان السبب هو العمل على عدم تكرار أخطاء تنظيمية أو تحكيمية حدثت فى بعض الفاعليات السابقة، ولا ننكر وجودها، فإن المعالجة لا تكون بالمنع تماماً، بل ببحث الأسباب ووضع حلول مناسبة بالتعاون مع المتخصصين بداية من اختيار القوميسير العام وفق ضوابط محددة، ووضع شروط ومواصفات للأعمال المشاركة دون مجاملات أو استثناءات حتى لو كانت لفنانين من خارج مصر. ولو كانت الأسباب مرتبطة بعدم إقبال الجماهير، فلندرس السبب.. هل هو تغيير فى الذوق العام؟ أم خطأ فى اختيار الموعد والمكان المناسبين؟ فقد يعرض الجمهور عن معرض يدخله مجاناً لأن المكان بعيد، أو لأن الموعد تشغله امتحانات أو ظروف أخرى، بينما يقبل على معرض يدخله بمقابل مادى فى وقت ومكان مناسبين.. أما لو كان السبب لأن بعض النقاد اعترضوا فلابد من دراسة اعتراضاتهم بموضوعية، فغالبيتهم لا يبتغون إلا الأفضل.. وليس الحل بوقف عمل فنى عليه ملاحظات وانتقادات.. بل بمعالجتها وعدم تكرارها. لمزيد من مقالات نجوى العشرى