لم يكن مستغربا مافعله بابا الفاتيكان البالغ 83عاما أن يجثو على ركبتيه ليقبل أقدام رئيس جنوب السودان وزعماء المعارضة المتناحرين لإيقاف الحروب الأهلية التى تسببت فى مقتل نحو نصف مليون من مواطنيهم وتشريد مليون بالسنوات الست الماضية. سبق ان قبل البابا أقدام عدد من المساجين بمركز تأهيل بروما، ويفعل الشىء نفسه مع الفقراء، بعد طقس غسيل أقدامهم بنفسه وفقا لتعاليم الإنجيل. لكنها المرة الأولى التى يقبل أقدام رئيس دولة ومعارضيه، بمحبة وتواضع لإصلاح النفوس التى أفسدتها السياسة. سلوك البشر المشين ينتشر بألوان مختلفة فى بلدان العالم، كم قبلة نحتاجها لترتقى النفوس وتُغسل من الكراهية والحقد. مثل صيحات العنصرية التى واجهها نجمنا محمد صلاح من مشجعين بنادى تشيلسى، وصفوه بالمفجر الإرهابى لكونه عربيا مسلما، وجاءت القبلة من الجمهور الإنجليزى نفسه ممثلة فى دفاعهم عنه ومحاسبة العنصريين. فكل الفرق البريطانية تتألف من جنسيات وديانات ومعتقدات مختلفة، يتعاونون وعند إحراز هدف يتكالبون على بعضهم ويتحولون إلى جسد واحد، لتعكس أجمل صورة إنسانية لنبذ العنصرية. وفيما انشغل العالم بقبلة السلام، انشغلت الميديا لدينا بقبلة المطربة أنغام لزوجها الجديد وتسببت بطلاق ضرتها أم الأولاد! ولم تهتم الميديا والإعلام حتى بحادثة كرداسة التى تعد الأخطر على الإطلاق. التلميذان مروان وإسلام عمرهما لايتجاوز 13عاما أغتصبا زميلتهما الطفلة أميرة وقتلاها. هذا نتاج طبيعى لمثل تلك الواقعة الشاذة لأستاذ جامعى يقايض طلابه، النجاح مقابل التعرية. يا سادة نحن قادرون على النهوض إذا قضينا على ثلاثة: الجهل وانهيار الأخلاق والتدين الزائف. لمزيد من مقالات سمير شحاته