لأن الاقتصاد دعامة رئيسية للسياسة وأساس قوي ترتكز عليه علاقات الشعوب, لاقت زيارة وفد رجال الأعمال والبنوك والوزراء برئاسة د. أحمد نظيف ترحيبا ونجاحا كبيرين من جانب الحكومة الإثيوبية بسبب المشروعات التنموية في الصناعة والزراعة ودعم التبادل التجاري التي حملها الوفد لبحثها مع المسئولين ورجال الأعمال الإثيوبيين. فقد تم الاتفاق علي تمويل البنك الأهلي استزراع50 ألف فدان في إثيوبيا, وتم وضع حجر الاساس لمصنع مواسير مياه بتكلفة20 مليون دولار وتقديم تسهيلات عديدة من الحكومة لزيادة التبادل التجاري والاستثمار الخاص المصري في إثيوبيا وجار البحث عن طرق لتذليل العقبات التي تعوق زيادة حجم التجارة والاستثمارات وفي مقدمتها النقل. السياسة بطبيعتها متقلبة, لكن العلاقات القائمة علي مصالح اقتصادية وتجارية واستثمارية تكون أكثر استقرارا وقابلة دائما للبناء عليها, لا أن تتعرض للقطيعة بجرة قلم عند أول خلاف عندما تبقي مجرد علاقات سياسية. ومن هنا جاءت أهمية زيارة الوفد المصري لإثيوبيا والتي تعبر بوضوح عن اهتمام مصري كامل بعلاقات قوية مع هذه الدولة المهمة التي يأتي منها85% من مياه النيل. وهي أيضا سوق واسعة وواعدة للاستثمار المصري في مشروعات التنمية المختلفة وكذلك استهلاك كميات كبيرة من السلع المصنعة المصرية التي لايتم انتاج معظمها هناك, ونظرا لأن الشعب الإثيوبي شعب كبير يزيد عدد افراده علي الخمسين مليونا. يبقي أن نعمل في مصر وإثيوبيا علي استمرار قوة الدفع الحالية وننفذ بسرعة ما تم الاتفاق عليه ونبحث باستمرار عن الجديد الذي يمكن ان نقدمه إلي الشعب الإثيوبي الصديق, لأن النفع عائد علي الشعبين ويجب ألا نترك الحماس يفتر أو نتوقف عند أول عقبة تواجهنا بل نبحث لها عن حل أولا بأول.