سيظل التاريخ يشهد أن الطفل المصرى هو الأذكى والأكثر قدرة على مواكبة كل تطورات التكنولوجيا الحديثة والمتلاحقة ولكن بشرط أن يحظى برعاية واهتمام بالغ ووضعه فى بيئة تنمى مواهبه وقد كانت نتائج البطولة العالمية للذكاء المقامة بماليزيا خير شاهد على تفوق أطفالنا واعتلائهم مراكز الابطال والاوائل بعد دخولهم فى منافسة مع أطفال 75 دولة من مختلف الجنسيات الامريكية والأوروبية والأسيوية والعربية حيث رفع الصغار اسم مصر عاليا بين كل هؤلاء ليثبتوا أننا الأفضل. قبل لقاء هؤلاء الأبطال كان لابد من لقاء المسئول الأول عن مسابقة الذكاء العالمية فى مصر حتى نتعرف على معنى هذا النشاط العلمى الذى يصل بأولادنا لمرحلة النبوغ.. يقول الدكتور مجدى أحمد عبدالحافظ أن المسابقة تجسد المفهوم العالمى لنظم الحساب العقلى والحساب الذى لا يستخدم فيه إجراء العمليات الحسابية لإ الآلة الحاسبة ولا الورقة والقلم إنما العقل فقط وهو نوع من الرياضة العقلية ففى المخ هناك الجزء المسئول عن العمليات الحسابية وهو يسمى العمليات العقلية العليا وعندما ننشط خلايا المخ، كل المهارات تنمو وتتحسن قدرات الطفل وليس الموضوع تنمية القدرة العقلية فقط ولكن يتم بناء الشخصية بالكامل. وعن المسابقة فقد بدأت عالميا فى ماليزيا سنة 1993 على يد الدكتور دينو وونج الماليزى الذى بدأ باستخدام تقنية العداد الصينى وهى تقنية صينية قديمة عمل عليها برنامج تعليمى متكامل لتنمية قدرات الأطفال. وفى مصر بدأت سنة 2003 ب 15 طفلا سرعان ما انتشرت الفكرة وبدأت المدارس وأولياء الأمور فى البحث لإلحاق أولادهم به. وعن كيفية فوز أبنائنا بالمراكز الأولى قال الدكتور مجدى يرجع ذلك لسببين الأول هو الطفل نفسه فقد اثبتت النتائج أن خامة الطفل المصرى ممتازة جدا لو وجدت الفرصة المناسبة، تتفوق على العالم كله والسبب الثانى التدريب فقد اهتممنا بجودة التدريب واختيار مدربين أكفاء قاموا بواجبهم، والحقيقة الجميع أسهم فى النجاح وقد شاركنا فى مسابقة ماليزيا الدولية هذا العام ب 140 طفلا وحصلنا على ثلاثة مراكز (شامبيون) وهى تعنى البطل وهو الطفل الذى يتمكن من حل 200 مسألة معقدة جدا فى أقل من 8 دقائق وكلها إجابات صحيحة… كما حصلنا على عدة مراكز مابين الأول والثالث. ونرتب فى عام 2021 ان تقوم مصر بتنظيم تلك المسابقة ولا شك أن هذا الحدث سيحقق رواجا سياحيا كبيرا فمشاركة 75 دولة مختلفة بمتسابقين وبأسرهم سيحقق العديد من المكاسب.. وعن دعم الدولة لمثل هذه المسابقات يؤكد ان الدولة غير مطالبة بمثل هذا فلديها العديد من الأعباء ولكنه يأمل ان تشارك كبرى الشركات فى الحدث وتدعمه مثل مصر للطيران وشركات الاتصالات وشركات منتجات الأطفال وان يكونوا رعاة لمثل هذه المسابقات وفى النهاية جميعنا نضئ شمعة بالطريق ونسهم بشىء جميل لبلدنا. وفى لقاء الابطال حيث فازت كل من ملك ومايا بالصف الأول الابتدائى وفرح بالصف الخامس الابتدائى بمركز الشامبيون متقدمات على منافسيهن من مختلف دول العالم وفى المركز الأول الطفلة جودى رءوف 7 سنوات حيث بدأت المشاركة فى المسابقة من سن خمس سنوات بعد بحث فى الموضوع من جانب أسرتها وهى فى الرابعة من عمرها وتقول والدتها وجدت النتيجة واضحة على ابنتى من البداية فقد تطورت شخصيتها بشكل رهيب وبدأت تستغنى عن اصابعها فى الحسابات وتعتمد على تشغيل العقل حتى سبقت اقرانها وبدأت تذاكر دروس الرياضيات بمفردها اضافة الى انها متفوقة فى باقى المواد وكذلك تمارس عدة رياضات وهى بطلة فيها أيضا مثل الفروسية والاسكواش والسباحة والجمباز وقد تحملنا الكثير كى تصل جودى لهذا المستوى سواء مجهود او مصاريف وعندما حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهوريه تأهلت للمسابقة العالمية بماليزيا وقد تحملنا نفقات المشاركة كاملة من سفر واقامة ورسوم اشتراك ولكن كل هذا هان عندما رفع علم مصر وقالت ابنتى الصغيرة وهى تبكى شرفت بلدى. الطفل عبدالرحمن هيثم 7 سنوات بدأ من سن خمس سنوات وبدأ يحترف الموضوع عندما دخل مع جودى زميلته فى نفس الفصل فى منافسة شرسة جعلتهما يتفوقان معا وعندما حصل على المركز الثانى بالقاهرة وتقدم لمسابقة ماليزيا تنافس حتى حصل على المركز الأول وكان سعيدا جدا بمقابلة مستر دينو مخترع المسابقة وشعر بفخر كبير انه حقق المستوى الأول ورفع اسم بلاده عاليا. واضافة لتفوقه الدراسى فهو متفوق رياضيا فى لعبتى الاسكواش وكرة القدم ويتمنى ان يكون يوما ما حارس مرمى منتخب مصر. الطفل احمد اسلام 8 سنوات بدأ الاشتراك فى المسابقة من سن الخامسة بعد أن اقتنعت والدته بالفكرة وعندما وجدته متفوقا فى دراسته تشجعت اكثر حتى إن المسابقة العالمية جاءت قبل الامتحانات بأيام قليلة ولكنهم تحملوا مشقة السفر وعاد احمد بالمركز الثانى عالميا ولم يؤثر هذا على تفوقه بل أعطاه حافزا كبيرا لمواصلة التفوق. حسن صلاح الدين 6 سنوات عندما لاحظت مدربته بالمركز نبوغه عرضت على والدته ان يشارك فى مسابقة القاهرة وفعلا بعد تفوقه شارك فى المسابقة العالمية ونظرا لصغر سنه فقد أصابه التوتر والقلق عندما وجد كل هذا الكم من الدول المشاركة لذلك حصل على المركز الثالث عالميا ولكنه لديه اصرار كبير ان يشترك فى المسابقة القادمة ليحقق المركز الأول وقد ساعده اليوسى ماس على التفوق فى المواد العلمية بشكل كبير. ياسين كريم حسن 7 سنوات تمكن من الحصول على المركز الثالث بالمسابقة العالمية بماليزيا وشعر بفخر وسعادة شديدة لتكريم اسم بلده عالميا. وأخيرا كان اللقاء مع السيدة اميرة عبدالعزيز مدير إقليمى الاسكندريةوالقاهرة والتى رافقت الابطال فى رحلتهم والتى أكدت ان أطفالنا كانوا مسار إعجاب الجميع ومصدر فخر لنا جميعا وان هذه المسابقة تقام كل 12 شهرا ببلد مختلف بين 75 دولة مشاركة وهى المرة الثالثة التى تشارك فيها مصر وقالت إن دورها تنظيمى لهذه المسابقات وهى تسعى جاهدة لتذليل اى عقبات.