شهد البيت الأبيض أمس قمة مصرية أمريكية تاريخية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، جري خلالها بحث عدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما يسهم في ترسيخ التعاون المشترك بين البلدين. بحثت القمة أيضا آخر المستجدات علي صعيد الأزمات التي تشهدها دول منطقة الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية، وسبل استئناف عملية السلام وفقا لحل عادل وشامل للقضية، بالإضافة إلي الأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن. كما استعرضت المباحثات جهود مصر في تحقيق الاستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف، ودفع جهود التوصل إلي حلول سياسية للأزمات في المنطقة. وجاءت قمة السيسي - ترامب في ثاني أيام الزيارة التي يقوم بها الرئيس للولايات المتحدة، في إطار جولة خارجية بدأها بزيارة غينيا، ويختتمها بزيارة كل من كوت ديفوار والسنغال. كان الرئيس قد استهل اليوم الأول من زيارته الولاياتالمتحدة بعقد محادثات في مقر إقامته في «بلير هاوس» مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن الرئيس أكد لبومبيو حرص مصر علي تدعيم وتعميق الشراكة الإستراتيجية الممتدة مع الولاياتالمتحدة، والتي تمثل ركيزة مهمة للحفاظ علي الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، معربا في هذا الإطار عن التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الأمريكي خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك. وأوضح المتحدث أن وزير الخارجية الأمريكي أشاد بجهود الرئيس لمكافحة الإرهاب وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مصر والمنطقة بأسرها، وأكد دعم الإدارة الأمريكية تلك الجهود. كما تطرق الاجتماع أيضا إلي تطورات الأوضاع في كلٍ من ليبيا وسوريا واليمن، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الحلول السياسية، بما يحافظ علي وحدة أراضي تلك الدول وسلامة مؤسساتها الوطنية، ومن ثم توفير الأساس الأمني لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلي دول أخري بالمنطقة. من جانبه، أعرب بومبيو عن تطلع الولاياتالمتحدة لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء ثقل مصر السياسي في محيطها الإقليمي. وخلال استقباله أيضا بمقر إقامته في واشنطن جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، أكد الرئيس السيسي أن مصر ستظل داعمة لأي جهد مخلص يضمن التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية استنادا إلي قرارات ومرجعيات الشرعية الدولية وحل الدولتين وما تضمنته المبادرة العربية، علي نحو يحفظ الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني، الأمر الذي من شأنه صياغة واقع جديد بمنطقة الشرق الأوسط يحقق تطلعات شعوبها إلى الاستقرار والبناء والتنمية والتعايش في أمن وسلام. وأكد السفير بسام راضي بأن الرئيس شدد خلال اللقاء علي ضرورة تفاعل المجتمع الدولي لإنهاء المعاناة الإنسانية في سائر أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصةً قطاع غزة. في حين أكد كوشنر الأهمية البالغة التي توليها بلاده للتشاور مع مصر في هذا الإطار، باعتبارها مركز ثقل لمنطقة الشرق الأوسط، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس السيسي خلال الساعات المقبلة في واشنطن أيضا كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي، كما يلتقي مجموعة من رجال الأعمال.