أعلن الجيش الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر أمس وصول تعزيزات إضافية لدعم العملية العسكرية التى أطلقتها قواته يوم الخميس الماضى باتجاه طرابلس، تحت اسم «طوفان الكرامة»، كما أعلن الجيش الليبى المنطقة الغربية منطقة عمليات عسكرية، وحظر تحليق الطائرات الحربية، وهدد بضرب أى مطار تقلع منه تلك الطائرات. وأفادت مصادر عسكرية ليبية بأن طائرات حكومة «الوفاق»فى طرابلس شنت غارات جوية على معسكر مزدة التابع للجيش الليبى جنوب مدينة غريان، وكذلك منطقة سوق الخميس الواقعتين جنوب مدينة طرابلس. وفى وقت سابق أمس، أعلن الجيش الليبى استعادة السيطرة على البوابة 27 فى طرابلس بعد سيطرة سابقة لقوات تابعة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج. ودعت «شعبة الإعلام الحربي»التابعة للجيش سكان العاصمة طرابلس للابتعاد عن مناطق الاشتباكات. وكان مطار طرابلس قد شهد مساء أمس الأول اشتباكات بين الطرفين، حيث أعلن وزير الداخلية فى حكومة الوفاق فتحى على باشاغا، أن القوات الموالية لحكومته استعادت السيطرة على المطار جنوبىطرابلس. وأضاف أن الاشتباكات مستمرة فى منطقة قصر بن غشير بجوار المطار، فى حين أعلن الجيش الليبى وشهود عيان أن القتال محتدم قرب المطار الدولى السابق الذى سيطرت عليه قوات الجيش بحلول الليلة قبل الماضية. وأضاف أحمد المسمارى المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى أن قوات الجيش سيطرت على المطار، رافضا ادعاء باشاغا بأنه قواته استردت المطار. وقال الجيش الوطنى إنه فقد خمسة من جنوده فقط منذ يوم الخميس. وفى تطور آخر، أصدر فايز السراج رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق أمس قرارا بتعيين العقيد طيار محمد حسن محمد قنونو ناطقا رسميا باسم الجيش الليبى التابع لحكومة الوفاق. يأتى ذلك فى الوقت الذى دعت فيه مجموعة دول السبع الصناعية الكبرى إلى وقف التصعيد العسكرى فى ليبيا. وقال وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس إن مجموعة السبع تشعر بقلق عميق إزاء تطورات الأوضاع فى ليبيا. وقال ماس أمس فى منتجع دينار الفرنسى على هامش محادثات نظرائه فى المجموعة: »كان من الجيد أن يرسل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مجددا إشارة واضحة بأنه يتعين وضع حد للتصعيد العسكري«. كما أعرب وزراء خارجية المجموعة عن قلقهم بشأن الوضع المتفاقم فى ليبيا، داعين فى بيان إلى الكف فورا عن التحركات العسكرية تجاه العاصمة طرابلس. وكتب وزراء مجموعة السبع التى تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان قائلين: «نرفض بحسم أى عملية عسكرية فى ليبيا»، مشيرين إلى أنه لا يوجد حل عسكرى للصراع فى ليبيا. وكان مجلس الأمن قد أعرب مساء أمس الأول عن قلقه العميق إزاء تطورات الوضع فى ليبيا، معربا عن عزمه محاسبة المسئولين عن تصعيد الصراع. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد كتب على تويتر قبيل مغادرته بنغازى «أغادر ليبيا وقلبى مثقل بالهموم وأشعر بقلق عميق، ما زلت أتعشم أن يكون من الممكن تفادى حدوث مواجهة دامية فى طرابلس والمناطق المحيطة بها». ونقلت قناة العربية عن حفتر قوله لجوتيريش إن العملية ستستمر حتى «القضاء على الإرهاب». وحظيت تطورات الوضع فى ليبيا باهتمامات الصحافة الفرنسية، حيث توقفت صحيفة «ليبراسيون» عند احتمالات انزلاق الوضع، وحذرت من عواقب اشتعال التوتر من جديد فى ليبيا، فى حين رأت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن تلك التطورات تثير قلق الاتحاد الأوروبى والولاياتالمتحدة. ومن جانبها أبدت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية أسفها لعدم نجاح المساعى الدبلوماسية فى الأعوام الأخيرة فى تحقيق اختراق من أجل حل سياسي، يضع حدا لحالة الانقسام فى ليبيا بعد سقوط نظام القذافى فى 2011.