أنا لا أعرفها شخصيا وإن كنت أتشرف بأن سيرتها تعنى شيئا كبيرا فى ضميرى الوطنى ووجدانى، منذ يومين تقاطر محبوها وعارفو فضل اسمها واسم خطيبها لتقديم واجب العزاء فى كنيسة مار أندراوس باللاذقية، هى مربية فاضلة كانت خطيبة للبطل السورى الجسور جول جمال «هل تعرفون هذا الاسم يا من تملأون الدنيا ضجيجا حول ثقافة وعلم الشباب وتمكين الشباب وتدليل الشباب؟» هو أحد أبطال لنشات الطوربيد المصرية التى خرجت إبان العدوان الثلاثى عام 1956، لرد محاولة إحدى بوارج الأعداء دخول مياهنا الإقليمية والعبث بسيادتنا واستشهد جراء الهجمات البحرية والجوية التى تصدت لمحاولته ردع العدو، وهو البطل السورى المسيحى الذى مات من أجلنا.. من أجل مصر فى بحيرة البرلس يوم 4 نوفمبر 1956، وجاكلين بولس هى خطيبته التى رفضت الارتباط بعده، ولم تخلع خاتم الزواج الذى أهداه إليها حتى آخر يوم فى حياتها، نعم هى واحدة من أروع لوحات الرومانسية وأكثرها تأثيرا فى القلوب، وهل الاستشهاد فى سبيل معنى قومى كبير إلا عمل رومانسى من الطراز الأول، أنا لا أعرف إذا كان كلامى يعنى شيئا للأولاد والبنات حولى، وإذا كانت أشياؤنا تهمهم أو تلهمهم أفكارا عن المثل الأعلى والارتباط القومي، كما أظن أن أيام عمرنا قد ضاعت فى سبيل معان بها حتى آخر قطرة فى دمائنا، فيما لا يستنهض شباب اليوم فى أنفسهم أى همة للتعرف حتى عليها، حين أحدث أحدا من جيلى عن جول جمال تلتمع عيناه بنفس بريق الحب ووميضه، ولكنى حين أحدث أحد شباب الجيل الجديد عن جول جمال لا يعرفه لأنه ليس مطربا يغنى موسيقى «الراب» ولا يرتدى بنطلونا ممزقا من عدة مواضع على الموضة، ولا يمارس «الشيرنج» أو «البوستينج» أو «الشاتينج» على الفيس بوك.. هو جول جمال يا أبنائى الذى خلد قصته فيلم من أهم الأفلام المصرية دارت وقائعه حول بطولات البحرية اسمه «عمالقة البحار» من بطولة الأستاذ أحمد مظهر.. هو جول جمال الذى تعلمت من سيرته معنى القومية، وإلى خطيبته الراحلة جاكلين بولس بيطار أطلب الرحمة وأضع وردة حمراء على نعشها وأقف بكل خشوع احتراما لذكراها وذكرى خطيبها. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع