رحلت "جاكلين بيطار" مساء الإثنين الماضي بعد أن تركت قصة بطولية نادرة في الوفاء، حيث ظلت بدون زواج بعد 63 عامًا من استشهاد خطيبها. جاكلين بيطار هي خطيبة الشهيد البطل "جول جمّال"، ضابط البحرية السوري الذي فجر البارجة الحربية الفرنسية "جان بار" عام 1956، أثناء العدوان الثلاثي على مصر. ورفضت جاكلين ابنة مدينة اللاذقية، منذ ذلك التاريخ الارتباط بأي شخص آخر وفاء منها لذكرى خطيبها البطل، وبقيت تضع محبس الخطبة في يدها حتى آخر يوم من عمرها. أما الشهيد البطل «جول جمال»، فقد كان في الرابعة والعشرين من عمره حين نفّذ عمليته الفدائية ليلة 4 ديسمبر عام 1956 خلال العدوان الثلاثي على مصر، حيث قاد جمّال عملية بحرية للتصدي للبارجة الفرنسية "جان بارت" المتوجهة نحو السواحل المصرية لتدمير ما تبقّى من المدينة الباسلة. وولد جمّال في قرية المشتاية السورية في 1/4/1932، ونشأ في منزل كان مقاوما للاستعمار الفرنسي. وقد أنهى المرحلة الدراسية الثانوية في 1953، حيث التحق بكلية الآداب في جامعة دمشق، وتقدم، في الوقت نفسه، إلى الكلية الحربية، وعقب الموافقة على التحاقه بالكلية الحربية، حيث ترك الدراسة الجامعية، وأُرسل في سبتمبر 1953، إلى الكلية البحرية في الإسكندرية. وتخرج جو جمّال في الكلية البحرية في مايو 1956، وجاء الأول على دفعته، ثم تابع التدريب على زوارق الطوربيد بعد التخرج. ومع اندلاع معارك العدوان الثلاثي على مصر، طلب من قائده، جلال الدسوقي، أن يلتحق بالدوريات القتالية لتحديد موقع البارجة الحربية الفرنسية "جان بار"، فرفض قائده في البداية، ثم تحت إلحاح ضباطٍ سوريين، أُلحق بمجموعة من ثلاثة زوارق طوربيد، حيث كان يقود الزورق الثاني الضابط البحري السوري، نخلة سكاف، ويقود الثالث ضابط مصري. وتمكنت المجموعة من تحديد موقع البارجة الفرنسية، حيث هاجموها بالطوربيد، وصدمها جول جمال مباشرة، فأعطبها واستشهد جرّاء غارات الطيران الفرنسي على زوارق مجموعته. ويعتبر جول جمال أول استشهادي سوري في معارك المواجهة ضد الاستعمار، الفرنسي .