فتاتان يرتدين ساري هندي وأخرى ملتحفة بملاية «اسكندراني» وبجانبهم شاب فى زى سلطان عثمانى .. بعدهم بخطوات شابان يرتديان العباءة ويمسكان بالعصى وتزين وجهيهما ذقون وشوارب «عيرة». وهناك طفل يرتدي ملابس توت عنخ آمون ووالدته تلتقط له صورا تذكارية. أجواء احتفالية مبهجة في جنبات شارع المعز الذي أصبح مقصد الشباب للنزهة ولارتداء هذه الملابس التى تنتمى لزمن أو بلد آخر، والتقاط صور السيلفي لنشرها على حساباتهم على «السوشيال ميديا». مؤمن، شاب يعمل في تأجير الملابس في شارع المعز، يقول إن الدراما التليفزيونية هي التي تتحكم في أكثر الأزياء التي يقبل عليها الشباب. لذلك نجد الساري الهندي الأكثر انتشارا اليوم و من قبله كانت الملابس التركية. أما عم أحمد، صاحب متجر فى الشارع التاريخي، فلا يعجبه ما آل إليه الحال. أسطى صنايعي مشغولات نحاسية بالأساس، لم يعد بيده حيلة بعد أن تضاعف سعر النحاس الخام وأصبح سعر المشغولة النحاسية الواحدة كبيرا، ليس على الزبون المصري فحسب بل على السائح أيضا. فاضطر كارها أن يركب موجة تأجير الملابس للشباب بخمسة وعشرة جنيهات من أجل توفير المصروفات اليومية للمحل. عم أحمد ورث صنعة النحاس عن والده، لكنه فرح باتجاه ابنه لتعلم المحاماة وحصوله على درجة الماجستير فيها. و الآن يخاف من اللحظة التي يقف ابنه بشهادته يؤجر الملابس للشباب، لأنه لم يتمكن من الحصول على فرصة عمل، ولأن صنعة النحاس مهددة بالانقراض.