وأقصد السيدة جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا التى قدمت فور حادث إطلاق النار على المصلين المسلمين فى مسجدين بنيوزيلندا نموذجا للحاكم المسئول الذى يواجه الأحداث الكبرى فى بلده بحزم، ويحرص على وحدة مواطنيه واحترام عقيدة المجنى عليهم، وإعلان الوقوف معهم بلا تردد ضد قوى الشر. جاسيندا هى رئيسة حزب العمال التى تولت رئاسة الوزارة فى بلدها منذ أغسطس 2017. وفى بلد مسالم وهادئ لم يتعود الجرائم، وألغى عقوبة الإعدام لأنهم لا يتصورون أن يصل الشر إلى درجة القتل، لم تتردد جاسيندا فور الحادث المفاجئ فى إعلان أنه حادث إرهابى، وأن كل أفراد الجالية المسلمة فى نيوزيلندا مواطنون نيوزيلنديون اختاروا الإقامة فى هذا البلد. ولهم كل حقوق المواطنين سواء فى التعويضات المادية أو تكاليف جنازات الضحايا. وقد زارت ممثلى الجالية المسلمة زيارة مواساة تحدث عنها إمام المسجد بعد ذلك فى خطبته التى أذيعت أمس الأول فى تليفزيون الحكومة قائلا: شكرا لك على تحقيق التماسك بين أسرنا، وتكريمنا بحجاب بسيط (يقصد الذى وضعته على رأسها عند الزيارة) شكرا لك على كلماتك ودموع التعاطف. شكرا لكونك واحدة منا. لقد حاول الإرهابى تمزيق أمتنا بأيديولوجيته الشريرة لكننا أظهرنا للعالم أننا بلد غير قابل للانقسام. وقد سمحت رئيسة الوزراء لسيدات نيوزيلندا غير المسلمات بمشاركة مواطنيهم المسلمين والخروج فى مسيرة بالحجاب فى شوارع نيوزيلندا، وأكثر من ذلك أعلنت أن تاريخ الحادث الإرهابى سيكون مناسبة سنوية رسمية يجرى فيها إحياء ذكراه بما يدعم وحدة المواطنين، كما أعلنت أنها ستقوم بتعديل قانون حيازة السلاح فى نيوزيلندا بعد أن ثبت أن مرتكب الجريمة الإرهابية اشترى بالطريق الرسمى السلاح الذى ارتكب به الحادث. تصرفات تستحق الاحترام والتقدير من امرأة غير مسلمة اختارها شعبها عن جدارة رئيسة للوزارة لكنها فيما قامت به وما قالته تعبر عن قوة الحاكم فى الحفاظ على وحدة الوطن فى أسوأ الأزمات بما يستحق التحية وأعلى الجوائز!.