الترويج لأخبار مختلفة لا صحة لها واستخدام طرق متعددة لنشر وإذاعة الأكاذيب بتلويث المعلومة بما يتجافى مع الحقيقة، كأحد أساليب الدعاية السوداء والحرب النفسية التى تمارس لهدف عدائى يطلق عليها مسمى »الشائعات« والتى يتوجب على وسائل الإعلام الوطنية وضع استراتيجيتها وخططها الاستباقية لتكون جاهزة وقادرة على مواجهة تلك التهديدات والأخطار والقضاء على مسبباتها فى بداياتها وتفعيل دور الصفحات والمواقع الإلكترونية للمؤسسات الاعلامية الرسمية التى تمثل أشكال الاعلام الحديث لعرض الحقائق حول جميع قضايا الوطن الخارجية أو الداخلية..وفى هذا الإطار يقتضى الأمر مواجهة ما قامت به عدة دول كبرى بتدشين محطات تليفزيونية موجهة للشعوب العربية للتحدث بلغتهم ببثها من لندن »بي.بي..سي« وباريس »فرانس 24« وبرلين »دويتشه فيله« ومن واشنطن »تليفزيون الحرة« وغيرها.. واستهدف إطلاق هذه القنوات اكتساب ثقة العقول والقلوب لدى مواطنى العالم العربي.. وبعد تدمير الفن السينمائى والدرامى وفقدان القوة الناعمة المصرية وتأثيرها فى منطقتها ومحيطها العربى والإقليمى قد وجدت إسرائيل فرصتها المثالية فى الدخول بنفسها لوراثة تلك القوة التى استحوذت عليها مصر منذ عدة عقود.. واتضح ذلك فيما نشره موقع التواصل الاجتماعى »تويتر« من تغريدة الباحث الإسرائيلى »ايدى كوهين« قائلا: »فى القريب العاجل سوف يتم بث باقة كاملة من القنوات التليفزيونية الإسرائيلية كلها باللغة العربية. وسوف يتم بث قنوات رياضية تنقل جميع الدوريات العربية مجانا، وقنوات للمنوعات والترفيه، وعدة قنوات إخبارية ذات مهنية عالية واحترافية«.. وفى تعليقه على ذلك قال رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى السابق »أسامة الشيخ« عبر حسابه على »فيس بوك« سيتم إطلاق باقة إسرائيلية من 24 قناة متخصصة بالرياضة والسينما والدراما والأطفال والأخبار باللغة العربية »وعبر أقمار عربية« لم يذكر أسماءها مشيرا الى مخاوفه التى وصفها ب «تحركات مريبة» لشراء أرشيف الدراما من القطاع الخاص وعروض مغرية لمنتجين متوقفين عن العمل لتنفيذ دراما يتم إنتاجها حصريا للعرض فى قنوات غير مصرية وشبكات إقليمية تخصص موازنات ضخمة. على ضوء ما سبق فإنه يمكن القول إن إسرائيل كشفت أن الجماهير العربية سوف تكون العقبة التى تعوق تنفيذ »صفقة القرن« المقرر اعلانها من جانب الرئيس الأمريكى عقب الإنتخابات الإسرائيلية فى الأسبوع الأول من شهر أبريل المقبل مما دفع »تل أبيب« الى اللجوء لهذا الإنفاق الاعلامى الضخم .. وبيقى السؤال.. هل ستكون تكاليف هذا العمل جزءا من الموازنة المالية التى ستمولها الولاياتالمتحدة ودول أخرى لتمرير هذه الصفقة،أم ستتحول الى »مجرد صفعة« ويظل التحدى الإعلامى مطلبا مستمرا ؟! لمزيد من مقالات عبدالمجيد الشوادفى