ليس من مصلحة مصر أن يعاد استنساخ نظام الحكم بها الذى حكمت به طوال الحقبة الماضية مرة اخرى ، هذا النظام الذى ظل قابعا على صدور الشعب المصرى كاتما على انفاسه اكثر من ثلاثين عاما من القمع والاذلال والارهاب والحظر واشياء اخرى. وبمناسبة الحظر نقول لجماعة الاخوان المسلمين ولحزبها السياسى ورئيس الدولة المنتخب ليس من مصلحة مصر ومصلحتكم ان يعاد استنساخ نظام مبارك بنظام مرسى وبديع بمعنى ان يكون حكم الرجل الاوحد والحزب الواحد بمرجعية المرشد فى حكم واحدة من اهم دول الشرق الاوسط تاريخيا وموقعا فهى الدولة الام فى المنطقة وهى سيدة العالم العربى والافريقى على السواء. صحيح أنه ليس خافيا على احد ان الرئيس المنتخب ينتمى فكرا ومعتقد ا وجسدا الى جماعة الاخوان فهو احد الذين انجبهم رحم الاخوان ونشأ وترعرع على فكرها لكنه لابد وان يعرف انه اصبح رئيسا لكل المصريين ولا يجوز ان ينحاز الى اى حزب او جماعة على حساب الوطن والشعب واعتقد ان المسئولية مشتركة بين الرئيس والاخوان والحزب وتقع اكثر على عاتق الرئيس والمرشد ورئيس حزب الحرية والعدالة فلا يجوز الضغط على رئيس مصر من اجل اتخاذ قرار لصالح جماعة واحدة او تنفيذ فكر مذهبى او عقائدى او سياسى كانت تعتنقه الجماعة التى ظلت محظورة طوال فترة الحكم السابق ومن هذا المنطلق فليس من الجائز ان تعزل الجماعة الشعب المصرى وتجعله محظورا كما كانت تعانى هى ، فالشعب له جميع الصلاحيات بجميع فئاته السياسية والعقائديه والفكرية فى المشاركة فى حكم مصر حتى لا يتم سحب الثقة التى اولاها الشعب لكم والافضل ان يظل الرئيس غطاء للجميع وليس ظلا لجماعه ومكتب الارشاد ولا يجوز ان تكون هناك مفاضلة بين مصلحة الوطن ومصلحة الجماعة وفعل حسنا الرئيس باخنياره فريقا رئاسيا معاونا والافضل ان يكون هذا التشكيل للفريق الرئاسى ممثلا لكل ألوان الطيف السياسى والاقتصادى والاجتماعى للشعب المصرى وان يكون له دور حقيقى وليس مجرد ديكور او شكل من أشكال العمل السياسى وأن يكون لاعضائه اختصاصات محددة وواضحة فى تسيير أمور البلد واتمنى كما يتمنى الجميع ان يوفق الرئيس ونائبه ومساعدوه ورئيس الوزراء والحكومة ورجال السياسة والاحزاب والمثقفون ورجال الاعمال فى تدشين مشروع اجتماعى واقتصادى خلال المائة يوم يعيد الحياة للبسطاء المغمورين الباحثين عن لقمة العيش التى تسد رمقهم وكوب ماء يروى عطشهم الى حياة افضل لهم ولذويهم تعوضهم عن البؤس والشقاء الذى ظلوا تحت رحمته طوال ثلاثين عاما حتى نستطيع ان نقول ان ثورة 25 يناير عبرت بنا من الموت الى الحياة ونجحت الايام المائة التى راهن عليها الرئيس وحزبه وحققت أهدافها وان لم تصل الحكومة ورئيس الدولة الى حلول لمشكلات الفقر والمرور والعيش.... الخ التى وعدت بحلها خلال الايام المئة تكون قد حكمت على نفسها بالفشل وبالتالى فشل الرئيس وحزبه وحكومته فى حكم مصر.