هذه الجملة ليست سبا علنيا منى للرجال لا سمح الله، وإنما هي اسم لبرنامج تليفزيوني أصبح وبسبب عنوانه الغريب بل والشاذ واحدا من أشهر البرامج الحوارية التي تعرض مؤخرا، وحمدا لله أن جملة "قطعوا الرجالة" قد جاءت فقط على حد "ضم القاف وليس بفتحها أو بتشديد الطاء"، وإلا كان ذلك دعوة صريحة من البرنامج لقتل الرجال وتقطيعهم إربا إربا على يد النساء!. المهم أنه ومع بداية عرض "البروموهات" الخاصة بالبرنامج اعتقدت أنه ربما يكون العنوان جاء من قبيل الصدفة على لسان إحدى ضيفات البرنامج من النجمات كرد فعل انتقامي مما فعله أحد الرجال بها، وجاءت الطامة الكبرى الصادمة بأن الحكاية ليست مجرد جملة لممثلة غاضبة من رجل ما، وإنما هو برنامج يعرض علي شاشة النهار وتقدمه الإعلامية اللبنانية الشهيرة "راغدة شلهوب"، والتي تستضيف من خلاله بعض النجمات أو الشهيرات ليتحدثن ولربما لأول مرة عن أسرار حياتهن. وتمعنا في سياسة إثارة الجدل التي تتبعها غالبية برامجنا في هذه المرحلة للحصول على أعلى نسب مشاهدة تجلب معها نسب إعلانية ومادية معتبرة، راحت المذيعة التي لم تكتفي بسرد ضيفاتها عن حكاوى مثيرة حدثت مع بعض معارفهن من الرجال، ومن أجل زيادة جرعة السخونة للبرنامج اختارت وبعناية شديدة أكثر الشخصيات المثيرة للجدل على الساحة، ومن بينهن مثلا ياسمين الخطيب وسما المصرى. راغدة شلهوب وكإعلامية لبنانية استطاعت ومنذ أول ظهور لها في بلدنا أن تحفر لنفسها اسما وشهرة واسعة، والأهم من كل ذلك أنها كسبت احترام المشاهدين بسبب أسلوبها الراقي والمثقف والهادئ جدا في الحوار. إذن لماذا هذا التحول المفاجئ لها؟، هل لآن السائد الآن هي تلك النوعية من البرامج والتي لا تهدف إلا لعمل شو وفرقعة إعلامية، من أجل الحصول على أعلى المشاهدات و"التريندات"، بصرف النظر عن محتوى العمل أو الهدف من ورائه حتى لو كان ذلك ضد قيمنا ومبادئنا التي تربينا عليها!. وأين الرقابة وكيف سمحت بعرض برنامج يحمل مثل هذه اللغة المتدنية والمبتذلة جدا، بشكل لم نعتده من قبل في أي برامج أخرى؟، ثم كيف سمحت ببرنامج يحمل مثل هذا التحريض الصريح على الرجل؟، ورغم أنني متحيزة دائما للمرأة وحقوقها قلبا وقالبا، إلا أنني في الوقت نفسه أرفض تماما كل هذا العنف والتحريض بهذا الشكل السافر ضد الرجل!. ارحمونا أرجوكم وكفانا تخريبا للعقول، وكفانا هدما لقيمنا الإنسانية والأخلاقية، فالمجتمع ينهار يوما بعد آخر وللأسف فدائما ما تكون نخبتنا هي سبب في نكبتنا!. [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى