فى اليوم الثانى لملتقى الشباب العربى والإفريقى بأسوان، أمس، حدد الرئيس عبدالفتاح السيسى عدة مطالب، للنهوض بالقارة الإفريقية، والتغلب على التحديات، وتغيير واقع شعوبها إلى الأفضل. وشدد الرئيس على ضرورة إعداد ورقة بالاحتياجات العاجلة لتنمية القارة، تمهيدا لطرحها أمام القمة العربية الإفريقية المقبلة ب«الرياض»، على أن تكون محددة الإجراءات وممكنة التنفيذ. واقترح الرئيس السيسى خلال مشاركته فى المائدة المستديرة «وادى النيل ممر للتكامل العربى والإفريقى»، على هامش المنتدى أن تشمل الورقة عدة نقاط، منها إنشاء صندوق عربى إفريقى، لتمويل مشروعات البنية التحتية بإفريقيا، وتدشين السوق العربية الإفريقية المشتركة، والسعى بقوة لضمان نجاحها. وشدد على أنه ينبغى أن تضع القمة المقبلة آلية عربية إفريقية لمكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات، والحفاظ على أمن القارة واستقرارها، مبينا أنه لو تكاتف العرب والأفارقة فى إنشاء بنية أساسية قوية تربط بين دولهم، فإن شكل إفريقيا سيتغير بالكامل فى غضون عشر سنوات. وأشار الرئيس إلى التاريخ المشترك بين الجانبين فى مقاومة الاستعمار، وأن أول قمة عربية إفريقية عقدت فى عهد الرئيس السادات عام 77، وأن العرب والأفارقة تجمعهم مصالح، وموارد بشرية وطبيعية ضخمة تتيح فرصا غير محدودة للتعاون، مؤكدا أن الطرفين تواجههما تحديات، على رأسها الإرهاب الذى يعد تهديدا لاستقرار الدولة الوطنية. وتابع: الفساد والاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعى، وعدم استغلال الثروات الطبيعية من أكبر التحديات التى تواجه دولنا، مشددا على أن الاستقرار استثمار وهدف عربى وقارى. ودعا الرئيس السيسى الحكام إلى كشف الحقائق أمام شعوبهم وتوعيتهم، لمواجهة تلك المخاطر. وتطرق الرئيس إلى التجربة المصرية للارتقاء بالاقتصاد الوطنى، من خلال إنشاء بنية تحتية ضخمة فى الطرق والكهرباء والطاقة والمناطق الصناعية الجديدة، منوها بأنه يمكن إقامة طيف واسع من الصناعات التى تقوم على استغلال الثروات الطبيعية الهائلة فى القارة. وأوضح أن تكاتف الدول الإفريقية وراء هذا الهدف يسمح بتدفق الثروات عليها وتنميتها. وطالب الرئيس السيسى بحزمة برامج تسهم فى تجاوز أى عقبات بين الجانبين، محذرا من أن نقص التمويل وغياب الاستقرار السياسى يؤثران على الاستثمارات والمستثمرين. وأشار إلى أن استصلاح 200 مليون فدان يتطلب نحو 100 مليار جنيه على سبيل المثال، وأن مصر مستعدة دائما للتعاون مع السودان وكل الدول الإفريقية فى هذا الشأن، داعيا الأشقاء فى الخليج إلى تمويل مشروعات القارة. واستعرض الرئيس، خلال مداخلته، تجربة مصر فى تمكين الشباب والمرأة، مؤكدا أن الإرادة السياسية كانت شرطا ضروريا لهذا التحرك الإيجابى، ومشددا على أن دفع الشباب الجاهز للإدارة هو السبيل الوحيد لنجاح التجربة، ومن ثم جرى إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، لتكون معبرا لوصول الشباب إلى المناصب العليا فى الدولة.