بدأت الأممالمتحدة منذ يومين الاستعداد لفعاليات "اليوم المياه العالمي"، والذي تقيمه 22 مارس الحالي، وتسعى من خلاله، إلى التنبيه لدى الحكومات والدول إلى أهمية الحفاظ على نقطة المياه، من منطلق أن الماء الآن لا يقدر بثمن، واعتبرته "حق من حقوق الإنسان". وتهدف المنظمة الدولية إلى تأسيس شعار "المياه للجميع" بحلول عام 2030، وغالبًا ما يتم تجاهل المجموعات والمناطق المهشمة، مثل النساء والأطفال واللاجئين والسكان الأصليين والمعوقين وغيرهم، وغالبًا ما يواجهون التفرقة، وهم يحاولون الوصول إلى المياه المأمونة التى يحتاجون إليها، وهذا يحدث في كل مكان بالعالم دون استثناء. والتساؤل هو: كيف نعالج أزمة المياه.. ولماذا يترك الناس دون مياه صالحة للشرب وما الذى يمكن فعله للوصول إليهم.. لا شك أن ندرة المياه تشكل أزمة للكثيرين، دولا وأفرادا. قبل أكثر من 1400 سنة، وضع الإسلام أساسا للعدل المائي، وقرر، أن الناس شركاء في ثلاث "الماء والكلأ والنار"، ووضع الماء في مقدمة الاحتياجات الأساسية للحياة، والخلاصة أن أصل مادة الماء، سواء كانت في النهر أو في باطن الأرض، هي حق للجميع.. فالأمطار لم تتوقف، والأنهار تنساب على سطح الكرة الأرضية، ولا يستطيع الإنسان أو الحيوان أو النبات العيش دونها أو الاستغناء عنها، كما قال الله تعالي: "وجعلنا من الماء كل شيء حى" الأنبياء "30". ولأهمية ملف المياه، بادر المعهد العالمي للمياه البيئة والصحة بسويسرا، مبكرا، بالتعاون مع المجلس العربي للمياه، ومقره القاهرة، إلى تنظيم "المؤتمر الدولي للمياه والبيئة والتغيرات المناخية"، بالتنسيق مع المعهد الأوربي للطاقة المتجددة وسياسات المناخ بهولندا، والمعهد الدولي لإدارة المياه في سيريلانكما، يوم 6 ابريل المقبل بالإسكندرية، ولمد 3 أيام، بمشاركة نخبة من الخبراء ومنظمات المجتمع المدني المتخصص. وإذا كان دور المجلس العربي للمياه، يهتم بدور جماعي عربي يرفع مستوى الوعي بتحديات إدارة الموارد المائية الحالية، ويساهم في تطوير ثقافة جديدة للمياه، فإن في مصر حوالي 27 محافظة، تستطيع أن تقوم بدور تنسيقي تكاملي للحفاظ على نقطة المياه، وتوصيلها إلى المناطق النائية والمحرومة من خلال القيام بإدارة جيدة لموارد المياه بتقديم خدمات المياه بكفاءة عالية للمواطنين بطريقة عملية، ونشر المعرفة، وتبادل الخبرات وصولا للإدارة المتكاملة للموارد المائية. وقضية تغير المناخ هي القضية الأكثر أهمية باعتبارها تواجه المجتمع المحلي والدولي بالنظر إلى الآثار الخطيرة لتغير المناخ، مثل تجفيف الأنهار، وغرق أجزاء واسعة من المناطق الساحلية، والحد من مناطق الإنتاج في العالم، ويعتبر تغير المناخ تهديدًا عالميًا لإمدادات المياه وإدارتها، وهو مايؤدي إلى خسائر اقتصادية، ويهتم المؤتمر بمعالجة تغير المناخ، أحد أهداف التنمية المستدامة ال17 لخطة عالمية للتنمية المستدامة، والتي تعد جزءًا من خطة عام 2030، التي اعتمدتها 193 دولة عضو بالأممالمتحدة، كما يستعرض الالتزام ب21 اتفاقية من أهداف التنمية، وسد الفجوة بين واضعي السياسات الحكومية ومقدمي الحلول بأفكار المبتكرة والرؤى الجديدة لمواجهة مسالة الفقر المائي. وهناك الكثير من المتاح والممكن القيام به للحفاظ على نقطة المياه.. نعم، فأن نقطة المياه هي بمثابة نقطة نظام للحياة. لمزيد من مقالات ثابت أمين عواد