"فتحي يا وردة غمضي يا وردة".. أغنية ولُعبة غنينا كلماتها بشكل عفوي ونحن صغارا دون أن نُدرك أنها ليست بلُعبة أو أغنية للأطفال فحسب؛ بقدر أنها مدرسة طموح، خاصة تداعب بحروفها كل امرأة منذ الصغر لتناشدها بالازدهار المستمر دون توقف، حتى وان مرت بالكثير وأغمضت أوراقها بعض الوقت فعليها الوقوف مجدداً بكل ثبات وثقه أمام الجميع لتبرهن أنها زهرة حياة الأوطان القوية. شهر مارس من كل عام هو شهر المرأة، الذي تزدهر فيه الندوات والاحتفالات والأخبار في كل وسائل الأعلام، فهو يحمل بين أيامه الكثير من المناسبات للاحتفال بالمرأة؛ ففي الثامن من هذا الشهر يحتفل العالم ب"يوم المرأة العالمي"، وتحتفل مصر في السادس عشر من هذا الشهر ب"يوم المرأة المصرية"، بالإضافة إلى "عيد الأم" في الحادي والعشرين، والذي تحتفل به مصر دون العديد من الدول. الكل يحتفل ولكن يبقى السؤال هل تُجيدى أنتِ وأنا الاحتفال بأنفسنا طوال العام؟. داعب هذا السؤال عقلي بعد أن التقيت بأحد المُثقفين الكبار منذ أيام وتحدثنا كثيراً في أمور عدة حتى صمت لوهلة وهو ينظر إلى، ثم قال: "لماذا يوجد أيام بين العام للاحتفال بالمرأة والطفل؟!"، وعندما تلعثمت الإجابة بين شفتي أجاب هو "للتذكير قبل الاحتفال.. قوة تُشجع كل امرأة لمعرفة كيفية الازدهار والتَفَتُح طوال العام.. قوة تمنح كل أُسرة معرفة قيمة ما تملك من ثروة.. قوة تمنحك المعرفة وإجادة الاحتفال بخطواتك طوال العام.. فهل تُجيدين الاحتفال طوال العام عزيزتي؟!". بعد هذه الكلمات عانق خيالي مشاهد من الذكريات مع جدتي العزيزة رحمها الله، عندما كانت تلهو وتُغني معي الأغنية الشهيرة لكل طفل في ذاك الوقت "فتحى يا وردة غمضى يا وردة"، وبعد كل مرة كانت تأخذني بين ضلوعها وهي تهمس "في كل وقت افتكري أنك وردة محتاجة أفكار وأحلام وثقافة عشان تفتح.. وحتى لو غمضتى ارجعي من جديد وفتحي يا وردة". رحم الله جدتي وكل من زرع بداخلنا الحياة.. فكما قال جيفارا ذات يوم "علموا أولادكم أن الأنثى هي الرقيقة.. هي الوطن.. هي الحياة." [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل