على الرغم من كل خطط التحديث التى تعلن فى الإعلام كل فترة، والمليارات التى يتم تخصيصها لتطوير منظومة السكك الحديدية فى مصر، فإننا نفاجأ فى أحيان متقاربة بحوادث قطارات مروعة يذهب ضحيتها عشرات الأبرياء سواء من الركاب أو المارة، علاوة على الخسائر المادية الفادحة التى يتكبدها الاقتصاد المصرى. يأتى الحادث الذى وقع أمس نتيجة اصطدام قطار برصيف محطة مصر، وأسفر عن وقوع عشرات من الضحايا والمصابين ليكون جرس إنذار جديدا بضرورة زيادة اهتمام الحكومة بتطوير منظومة السكك الحديدية فى مصر خاصة أن البلاد على أبواب حدث عالمى كبير خلال أسابيع هو استضافتها بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم، والذى يتزامن أيضا مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي. وإذا كنا دائما ما نتفاخر بأن مصر كانت ثانى دولة فى العالم تعرف السكك الحديدية بعد بريطانيا «العظمى» حيث تم افتتاح أول خط سكك حديدية فى مصر عام 1854 غير أنها من حيث الكفاءة تحتل المرتبة ال78 على مستوى العالم فى حين عرفت دولة عظيمة مثل اليابان، السكك الحديدية بعد مصر بسنوات غير أنها نجحت فى الوصول بمستوى التطور فى السكك الحديدية لديها إلى مستويات راقية. لكن السؤال الملح الآن هو لماذا تتكرر حوادث القطارات فى مصر بصورة متسارعة ومرعبة؟ الواقع أن خدمة القطارات والسكك الحديدية تمثل الآن أحد الأعمدة الرئيسية لنقل الركاب فى مصر، ووفقا للأرقام الرسمية فإنها تنقل نحو 500 مليون راكب سنويا، وتمثل نحو 30% من إجمالى حجم نقل الركاب على مستوى الجمهورية. ويؤكد الخبراء أن السر وراء تكرار حوادث القطارات فى مصر هو أن منظومة السكك الحديدية فى مصر تخلفت عن التطورات الهائلة والسريعة التى دخلت على قطاعات النقل بالسكك الحديدية خلال السنوات ال50 الماضية، وهو مايؤكده المهندس حسين زكريا الرئيس السابق لهيئة السكك الحديدية. فكل شىء فى المنظومة من المهندسين إلى العمال والإشارات والمزلقانات والمحطات يحتاج إلى تطوير هائل حتى نصل إلى بعض ما وصل إليه العالم من تقدم فى هذا المضمار، وبالتالى ينخفض معدل تكرار الحوادث وتتوافر السلامة والخدمة الجيدة للمصريين. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام