توج الممثل الأمريكي المصري الأصل رامي مالك بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن أدائه لشخصية المغني والملحن فريدي ميركوري في فيلم «بوهيميان رابسودي» أو «الملحمة البوهيمية»، وذلك في أحد أبرز مفاجآت الاحتفال التاريخي بالدورة ال 91 لجوائز «الأوسكار»، والتي غلب عليها التنوع العرقي والاحتفاء بالحريات المدنية، ومناهضة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وغاب عنها مقدم فقرات الحفل لأول مرة منذ 30 عاما. ورغم أن مالك سبق وحاز علي جوائز أفضل ممثل في «جولدن جلوب» و «نقابة الممثلين الأمريكيين»، وكذلك الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيون «بافتا»، عن دوره ذاته كبطل لفرقة « كوين « الغنائية الشهيرة، إلا أن نيله الأوسكار فعليا في أول ترشح له للفوز بها يعد إنجازا كبيرا بالنسبة للممثل الشاب ذي ال 37 عاما. ليدى جاجا تحتفل مع فريق أغنيتها «شالو» وبخلاف جائزة أفضل ممثل، كان «بوهيميان رابسودي» من الأفلام التي غادرت ليلة الأوسكار بأكبر حصيلة من الجوائز، فحصل علي ثلاث جوائز أخري هي أفضل مونتاج وأفضل هندسة صوت وأفضل مونتاج صوت. ولكن فيلم مالك وجد من ينافسه بقوة علي نيل أكبر عدد من جوائز الدورة ال 91 للأوسكار حيث حاز فيلم «جرين بوك» أو « الكتاب الأخضر»، والذي تناول فكرة الحريات المدنية والمسألة العرقية في الولاياتالمتحدة، علي جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل ممثل مساعد، والتي نالها بطل الفيلم المسلم ماهر شالا علي. وانضم إلي قائمة الأفلام ذات العدد الأكبر من جوائز الأوسكار، فيلم «بلاك بانثر» أو «الفهد الأسود» والذي يتألف فريقه بالكامل من العناصر ذات الأصول الإفريقية. والفيلم، المبني علي واحدة من إنتاجات شركة « مارفليز» للقصص المصورة، يصور لأول مرة شخصية سوداء كبطل خارق. وحاز الفيلم الذي يقوم علي حبكة خيالية علي جوائز أفضل تصميم أزياء وأفضل إنتاج أزياء، بالإضافة إلي أفضل موسيقي تصويرية. الفائزون بجوائز أفضل ممثل وممثلة ونالت أوليفيا كولمان جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم « ذا فيفوريت» أو «المفضلة» لتصبح أول ممثلة إنجليزية تنال هذه الجائزة منذ فوز مواطنتها كيت وينسلت بها عام 2009. أما جائزة الممثلة المساعدة فكانت من نصيب ريجينا كينج عن دورها في فيلم «إف بيال ستريت كود توك» أو « إن كان في مقدور شارع بيال التحدث». وحاز فيلم روما الذي يقوم علي تقنية التصوير باللونين الأبيض والأسود علي جائزة أفضل فيلم أجنبي واقتنص مخرجه المكسيكي ألفونسو كوارون أوسكار أفضل إخراج، بالإضافة لجائزة أفضل تصوير. وحاز فيلم «سبايدر مان» جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة. وكانت أفضل أغنية من نصيب أغنية فيلم «ستار إذ بورن» أو «مولد نجمة» وهي «شالو» أو «ضحل» من أداء ليدي جاجا التي نالت بذلك أول أوسكار لها. وأثار الأوسكار انتقادات واسعة بسبب ميل بعض المشاركين إلي استغلال المناسبة في حشد المعارضين لإعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة عام 2020 بدون ذكر اسمه بشكل مباشر.
مالك: والداى مهاجران من مصر.. ودورى ينتصر لمن يصارعون من أجل الهوية فى المهجر بصوت غلب عليه التأثر، احتفي الممثل الأمريكي من أصل مصري رامي مالك بفوزه بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن أدائه الشخصية المعقدة والثرية لمغني وملحن فريق «كوين» فريدي ميركوري بتجربته الإنسانية والفنية التي مزج بينها وبين تجربة ميركوري ذي الأصول الهندية، داعما فكرة التنوع الإنساني ومحققا الانتصار لمن يخوضون المعارك من أجل تحديد هويتهم. وأكد مالك وهو ممسك بالجائزة باعتزاز بين يديه : أنه إذا كان أخبر «الصغير رامي صاحب الشعر المجعد بأن ذلك سيحدث له في يوم ما لكان عقله قد انفجر». وأوضح أن ذلك الصغير كان يصارع من أجل تحديد هويته. وأشار في كلمته إلي أن الفيلم الفائز عبارة عن عمل يتناول «رجل مهاجر عاش حياته بدون أي شعور بالخجل»، وأكد أن الاحتفاء بقصته الليلة يثبت الحاجة لاستعراض المزيد من مثل هذه القصص. وربط مالك بينه هو نفسه وبين ميركوري قائلا «أنا ابن مهاجريْن قدما من مصر، وأنا أمريكي من الجيل الأول، وجزء من قصتي يكتب الليلة». ألفونسو كوارون يحتضن جوائز فيلمه وفي قائمة مالك لمن يستحقون الشكر كانت والدته تحتل المكانة الأولي، حيث وجه لها تحية خاصة فيما كانت تتابعه من داخل قاعة الحفل إلي جوار شقيقه التوءم سام. وأعرب الممثل الشاب عن ثقته في أن والده المتوفي يتابعه برضا من السماء. ولم يغفل مالك عن توجيه تحية خاصة لشريكته في بطولة الفيلم وحبيبته لوسي بوينتون التي تابعته بعينين دامعتين، خاصة وهو يؤكد أنها «قلب هذا العمل» . ووجه مالك شكرا خاصا لفرقة «كوين»، مؤكدا أنه سيظل مدينا لها مدي الحياة. واختتم كلمته بتأكيد أن هذه اللحظة ستظل ذات مكانة خاصة بالنسبة له طوال حياته. وكادت ليلة مالك أن تكون مثالية لولا أنه سقط أرضا فيما كان ينزل درجات المسرح الذي غادره بعد الانتهاء من كلمته وسارعت أيدي الحضور لإنقاذه حيث نهض من عثرته بدون أي إصابة وقد أمسك جائزته بإحكام وعلت وجهه ضحكة علي الموقف المحرج.