«فى مثل هذا اليوم منذ ثلاثة أعوام غاب عن الدنيا رجل تجاوز جميع الألقاب التى تسبق الأسماء عادة.. فى سجلات التاريخ والمعرفة الرصينة.. هو أحد أعظم أساتذة الصحافة الكونية.. كان أعظم ما أحبه وأحترمه فى هذا الأستاذ أنه لم ينس نفسه برغم ما تفتح أمامه من الأبواب.. تكرمت المقادير وكنت تلميذا مقربا منه وعرفت المفكر الذى خلق ليقرأ ويكتب ويضىء.. إنه الأستاذ الذى استطاع أن يحقق فى كتاباته نوعا من الابتكار، ذلك حينما قام بعقد قران لغوى بين المصطلح السياسى والتعبير الأدبى، فكانت زيجة فنية وأدبية لم تعرفها الصحافة المصرية والعربية ولم تظهر إلا مع مقاله الشهير «بصراحة»، الذى ينهض على التحليل العنقودى للوقائع والأحداث.. اختار الصحافة بوصفها عشقا وظلت دوما هى غرامه وهواه وصارت هى كل ما يراه فأخلص لها وظل وفيا لطقوسها وأعرافها من لحظة الخلق وحتى صمت القبور.. وعلى طول المسافة التى قضاها ناسكا فى محراب الصحافة بوصفها «تاريخ تحت الطبع» ظل محاطا بوهج خاطف أخاذ لا ينطفيء أبدا». تلك بعض فقرات مختصرة من رسالة مطولة تلقيتها من الزميل والصديق الدكتور محسن عبد الخالق من أبناء الأهرام المخلصين. وظنى أن هذه الرسالة تستحق عنوان هيكل الأثير «بصراحة» وأسمح لنفسى أن أقول شيئا لا يعلمه أحد عن الدكتور محسن عبد الخالق الذى تعرض لمحنة قاسية فى قطر قبل 7سنوات تقريبا وكاد يذهب ضحية لصراعات فى الديوان الأميرى الذى كان يعمل به ولولا لطف الله والدور الذى قام به الأستاذ هيكل بعد أن قمت شخصيا بإبلاغ الأستاذ باستغاثة أسرته وعجزى عن مساعدتهم لكان الرجل مازال مسجونا فى الجب الرهيب بغير ذنب أو جريرة سوى أنه نجح فى اكتساب ثقة الأمير بشكل أوغر صدور الكثيرين ضده.. وتلك حكاية أخري! خير الكلام: بعض الناس يزورون الحدائق ولا يرون الزهور! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله