لم يتخيل الشقيقان أن يحدث بينهما خلاف فى يوم من الأيام، وأن تكون نتيجة هذا الخلاف نهاية حياة أحدهما على يد الآخر، حيث ارتبطا سويا منذ الصغر ونشأت بينهما رابطة الصداقة لتوثق روابط الدم التى بينهما فكبرا معا وتحركا معا، خاصة أن الفارق العمرى بينهما لم يتجاوز شهورا وكان الكثيرون من أصدقائهم يظنون أنهما توأم من شدة ارتباطهما وما أن أشتد عودهما حتى بدا العمل معا فى الحقل ووضعا أيديهما على قطعة أرض «أملاك دولة». ليقوما معا باستصلاحها وزراعتها وبالفعل أستمرت شراكتهما لسنوات إلى أن بدأ الخلاف فى النفقات والإيرادات يشب بينهما فبدا أحدهما يفكر فى الانفصال والتقسيم بينما، رأى الآخر أنه هو من دفع الغالى والنفيس وأفنى عمره لاستصلاح هذه الأرض فغاب عقله وتفتحت أمام عينيه أبواب الشيطان الذى هيأ له فعل أى شيء فى سبيل الحصول على مساحة الأرض كاملة التى هى فى الأساس «أملاك دولة» فلم يعد للأخوة مكان فى قلبه وعقله وحل محلها الطمع والجشع وبدأ يسقط من حساباته علاقة الدم وروابط الأخوة رويدا رويدا حتى وصل الأمر إلى نهاية المطاف التى احتد خلالها النقاش بين الشقيقين وبدأت الأعصاب تتوتر حتى ان الأمر وصل إلى حد التراشق بالألفاظ ومن ثم التشابك بالأيدى وكل هذه الأمور عادة ما تحدث بين الأشقاء ولكن ان يتطور الأمر إلى حد أقدام أحدهما على إزهاق روح الآخر فهو ما لا يتخيله عقل بشر أن يفرط الأخ فى دم أخيه وهو ما آلت إليه أحداث هذه الواقعة المأساوية التى دارت رحاها فى قرية عرب الكلابات التابعة لمركز الفتح بأسيوط وكانت النهاية موت شقيق ودخول شقيقه الآخر السجن. وكان اللواء جمال شكر مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسيوط قد تلقى إخطارا من العميد محمد العسقلانى مأمور مركز الفتح بمقتل شخص وإصابة آخر داخل قطعة أرض زراعية بالقرب من قرية عرب الكلابات، وعلى الفور امر اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بسرعة كشف حقيقة الواقعة من خلال فريق بحث قاده اللواء محمود أبو عمرة مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام، حيث انتقل اللواء منتصر عويضة مدير المباحث الجنائية والمقدم محمد فراج رئيس مباحث الفتح لمكان الحادث وتبين مقتل «ر.ع. أ» أثر إصابته بطلق نارى وإصابة شقيقه « أ.ع.أ.» بطلق نارى بالقدم وقرر الشقيق المصاب أنه فى أثناء اصطحابه لشقيقه على الدراجة البخارية للذهاب لأرضهما الزراعية وفور وصولهما فوجئا بوابل من الأعيرة النارية ينهال عليهما، مما تسبب فى إصابته ومقتل شقيقه عقب تلقيه عيارا ناريا ولم يتهم أحد بإطلاق الأعيرة النارية، مجهلا الأمر لوجود خلافات بين شقيقة وآخرين لا يعلمهم. وفى أثناء الحديث ظهر المصاب فى حالة إرتباك شديد وتلعثم فى الكلمات وتكررت روايته للأحداث بشكل متغير وهو ما دفع فريق البحث للشك فى الأمر ووضع خطة بحث بإشراف اللواء أشرف توفيق وكيل الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام تستهدف البحث عن شهود العيان وقت وقوع الجريمة وجمع التحريات حول علاقة الشقيقين فى الآونة الأخيرة. وفى أثناء السير فى خطة البحث تأكد لفريق البحث بإشراف اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية حدوث خلاف بين الشقيقين على قطعة أرض زراعية وعثر أيضا فريق البحث على أحد الشهود الذى تصادف وجوده بالقرب من الشقيقين أثناء الواقعة وروى أنه صباح يوم الواقعة حدثت مشادة كلامية بين الشقيقين بسبب خلافهما على قطعه الأرض الزراعية بأملاك دولة التى يضعان أيديهما عليها بسبب طمع احدهما ورغبته فى السيطرة عليها بمفرده، وهو ما لم يتقبله الآخر الذى عارض بشدة وتمسك بحقه فى مساحة الأرض التى تبلغ 5 أفدنة وبعد أن اشتعل النقاش بينهما تعالت أصواتهما واشتبكا معا بالأيدى حتى أحتكم الشقيقان بالأحتكام إلى الأسلحة النارية التى كانت بحوزتهما فتبادلا إطلاق الأعيرة النارية ليصاب الأول بطلق نارى فى البطن أسقطه أرضا غارقا فى دمائه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، بينما أصيب الأخر وتم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج