قبل أيام انتشرت قصة حب «كايا وسارة» على ال «سوشيال ميديا» وحققت أعلى المشاهدات وتحولت الى تريند متداول بين مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى لصغر سن الفتاة وغرابة اسم حبيبها فى الفيديو ظهرت الفتاة المراهقة قائلة بحماسب انا بحب كايا جود مورننج عليك يا قلبي» ومن هنا كانت البداية حيث نالت الفتاة تعليقات لاذعة وسخرية مريرة من المتابعين مما دفع بحبيبها «كايا» للرد بفيديو يطمئنها على حبهما ويطلب منها الا تلتفت للمنتدقين لانهم على حد قوله «بيحسدوها على جمالها وما يعرفوش ايه هو الحب». لا احد يعلم من هى سارة بالتحديد ولا تأثير ضراوة الحملة التى وصلت لحد السخرية والاهانة ولاتفاصيل ما جرى لها فى محيطها وعائلتها لكنه الحب فى زمن السوشيال ميديا. ربما كانت قصص غرام المراهقين عادية ومعتادة لكن ان الجديد فى الامر هو فخ الاستعراض الذى وقعت فيه الاجيال الجديدة، من غير المراهقين ونظرتها للحب وطرق التعبير عنه وان تكون سارة مجرد مراهقة لم تتجاوز السابعة عشرة فهناك الاف غيرها ممن حولوا تفاصيل حياتهم الى حدث يومى هدفه جمع «اللايكات» وحصد المشاهدات ريهام زوجة وأم لطفل عمره تسع سنوات وطفلة عمرها سبع سنوات وهى لاتفوت اى مناسبة دون نشر«الفوتو سيشن» الخاص بها ففى عيد الحب ترتدى ريهام وزوجها واولادها اللون الاحمر ويتفقون مع مصور خاص لالتقاط صور للعائلة لا توضع فى البوم العائلة ولكنها تنشر على «السوشيال ميديا» وفى ال «هالوين» تحرص على اختيار الازياء اللائقة وان احتاج الامر إلى تفصيلها وتقف العائلة بأكلمها فى ملابس مصاصى الدماء أو«سبايدر مان» وبالنسبة لها فما الغريب فى الامر فهى مجرد طريقة للتعبير عن السعادة فلماذا لا نفرح ونتصرف مثل الاطفال ليس معنى اننى زوجة وأم أن اتوقف عن «الجنان» كما أن الأمر مطلوب للتغيير والخروج من حالة الملل الزوجى وتشير إلى أن صفحتها تحقق مشاهدات عالية وهو بالنسبة لها سبب كاف للسعادة وانجاز بمعنى الكلمة. وتبدو المفارقة بين الجيل الحالى والاجيال السابقة فى الرغبة الجامحة فى التباهى بقصص الحب بدلامن مدارتها كما اعتادت الاجيال السابقة فى زمن العوازل الذين يفسدون الغرام ويحسدونه والخوف من التصريح باسم الحبيب فما بالنا بصورته او بفيديو يعلن فيه عن حبه. قبل فترة نشرت وسائل الاعلام عن جنون إحدى الزوجات «بالانستاجرام» الذى وصل الى حد الطلاق فقد دعاها الزوج لعشاء فى الخارج فمنعته من تناول اى شئ من الاطباق حتى تنتهى من تصويرها كلها وتضعها على حسابها وترفق بها تعليق «عشاء رومانسى مع زوجي» لكنه كان العشاء الاخير فقد تطور الامر الى خناقة انتهت بالطلاق. ومن زمن العوازل واخفاء صورة الحبيب بين طيات كتاب او الادراج المغلقة باحكام الى زمن ال«سوشيال ميديا» حيث اصبح ال«فوتوسيشن» جزءا اساسيا من ثقافة هذا الجيل واصبحت هناك جلسات تصويرللتقدم للزواج أو «الماريج بروبوزال» وهو ما يسبق الخطوبة وأخرى للخطوبة ثم الزواج والشهور الاخيرة من الحمل وكلما كانت اكثر غرابة كلما حققت اعلى نسبة مشاهدة وهذا هوالمطلوب فهل وقع الحب فى فخ الاستعراض والسعادة الافتراضية ام انه معادلة الحب الجديدة التى لا تستوعبها اجيال ما قبل «السوشيال ميديا» اليوم تغيرت المعادلة واصبح الحب وسيلة اكثر منه غاية لاستكمال الصورة المزعومة كما تقول د.وفاء شلبى اخصائى علم النفس وصاحبة كتاب «أنا مريض نفسي» الذى تحلل فيه وتشرح مااعترى المشاعر من تغيرات فى زماننا الحالى فالامر ليس اكثر من سعادة زائفة ومشاعراستعراضية ورغبة فى التباهى غذتها ال«سوشيال ميديا» فالسعداء لا مكان لهم فى ال«سوشيال ميديا» فالازواج والمحبين الذين ينشرون قصصهم وصورهميسعون لإثبات سعادتهم ويبحثون عن تطمينات من الاخرين انهم سعداء وان كل شئ على ما يرام والاكيد ان لديهم مشكلة يحاولون انكارها. مؤكده أنه عندما تعيش لحظة سعيدة مع من تحب فلن تجد وقتا لالتقاط الصور ورفعها على منصات التواصل وعندما تكون سعيدا لن تسعى لاثبات اى شيئ للأخرين. الوجه الاخر للمشكلة هو ما فعلته هذه النوعية من قصص الحب ال«فيسيوكية» وتأثيرها على العلاقات بين الجنسين فقد رفعت سقف التوقعات من الحب ومن الزواج ولم تقدم وعيا حقيقيا بمعنى الحب وعمق المشاعر بل تحول الامر الى مباراة فى السطحية والتفاهة. وأخيراً تقول من الجيد ان تحب ومن الرائع ان تعبر عن حبك لكنك عندما تكون سعيدا بالفعل فلن تهتم باستعراض حبك امام الاخرين.