3 - هؤلاء الذين يتواصل نباحهم ضد مصر ليل نهار عبر فضائيات الفتنة والتحريض التى تبث سمومها من الدوحة واسطنبول ليسوا معارضين وإنما هم حفنة من المرضى بأوهام الفشل والاضطهاد الذين يجدون اللذة والسعادة فى إغراق أنفسهم فى دوامات السب والقذف تجاه من يختلف معهم فى الرأى ومن ثم لا تنطق ألسنتهم إلا ببذىء الكلام ،وبالتالى تتحول أيامهم فى الحياة إلى «آهات عذاب» تحرمهم من لذة الاستمتاع بأى شيء جميل فى وطنهم. والمشكلة أن هؤلاء المرضى الذين يرتدون ثياب المعارضة لا يدركون إلا بعد فوات الأوان وبعد تورطهم فى السقوط الوطنى والأخلاقى أنهم ضيعوا عمرهم فى الأوهام وأسلموا زمام أمورهم لمن استثمر نقاط ضعفهم وقام بتجنيدهم للعمل ضد وطنهم مقابل ثمن زهيد هو مجرد ملاذ آمن فى بلاد الغربة وما هو بآمن! والحقيقة أن كثيرا من الفلاسفة على مر التاريخ تناولوا هذه الظاهرة المرضية وتوصلوا إلى أن هذه النوعية من البشر تتعمق أزمتهم بسبب غياب الانسجام الداخلى فى نفوسهم حيث يعيش الواحد منهم فى صراع دائم بين كائنين يعششان داخله وفى الأغلب يستسلم المرء منهم لكائن العناد الذى يمنعه من أن يعترف بغير خجل بأنه أخطأ الطريق، ومن ثم يدفعهم العناد إلى استمرار بقائهم فى مستنقع الفتنة والتحريض وبث الشائعات والأكاذيب ضد أوطانهم. وفى اعتقادى أن أغلب هؤلاء يحتاجون إلى العلاج بأكثر من استحقاقات العقاب عما ارتكبوه من جرائم وخطايا فى حق الوطن لأن أغلبهم لا يعرف نفسه جيدا ولم يسمع عن المقولة الشهيرة لأعظم حكماء التاريخ سقراط عن الروشتة الغائبة عن المرضى النفسيين والتى لخصها فى كلمتين فقط هي: «اعرف نفسك» فالحقيقة أن الإنسان لكى يستطيع أن يختار الطريق الصحيح وأن يزيل الالتباس بين النور والظلام عليه أولا أن يفتش فى ذاته وأن يكتشف عوامل التنغيص الداخلى ويسارع بالتخلص منها... «ليتهم يفقهون»! خير الكلام: الانقياد خلف من لا يخاف العار هو قمة العار! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله