أهى نهاية العالم التي اقتربت؟، هل تجردت هذه الأم من كل مشاعر الأمومة؟، أي أم هي التي تستطيع حبس ابنها الذي هو من رحمها لمدة 10 سنوات مهما كان جرمه؟.. هي جريمة بكل المعايير في حق الإنسانية، وتقشعر لها الأبدان، فلنفترض جدلاً أن هذا الابن متخلف عقلياً أو إنسان غير سوى، فهل هذا يجعل أم تحرم ضناها من النور؟. وكانت قرية سجين الكوم، التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، قد شهدت كارثة حقيقية ومأساة إنسانية بعدما تجرَّدت أم من مشاعر الأمومة والإنسانية، وحبست نجلها ل10 سنوات متصلة، عاري بدون ملابس تستره، داخل منزل يشبه المقبرة، تنبعث منه روائح نتنة، وكان مأوى للحيوانات الضالة والفئران والحشرات وأيضًا الثعابين التي كانت تهاجم منازل الجيران، إلى أن شاء الله أن يخرج الابن المسكين إلى النور، والذي لم يره طوال ال10 سنوات المحبوس فيها بالمنزل.
وخرج الابن في حالة يرثى لها، مصابًا بإعياء شديد وحاولت الأم المتهمة أن تمنع الشرطة وفريق نجدة الطفل من اصطحابه، وقامت بالصراخ في محاولة منها أن تمنع فريق الإنقاذ من اصطحابه، إلا أن الشرطة تمكنت من السيطرة عليها واصطحابهما لمستشفى قطور المركزي لتوقيع الكشف الطبي عليهما واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتهمة.
وقالت المدير التنفيذي لمشروع "أطفال بلا مأوى" هند نجيب، إنها تلقَّت اتصالا من أحد أهالي القرية بأن هناك أما تحتجز ابنها ذا ال17 عاما منذ 10 سنوات، وأضافت أنها تواصلت مع خط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للأمومة والطفولة، وتم توفير سيارة إسعاف، ونقل الشاب إلى المستشفى لتوقيع الكشف الطبي عليه. وقال عم الشاب ياسر الغرباوي، إنه حاول كثيرا مع باقي أفراد العائلة دخول المنزل من أجل إخراجه، لكن والدته كانت ترفض، مؤكداً أن الشاب كان في طفولته شخصاً طبيعيا وعمل في البناء، لكن حبسه جاء بعد وفاة والده دون أي مبرر. وأكد مصدر أمني بمديرية أمن الغربية، أن والدة الشاب، قالت في تحقيقات الشرطة إن هذا منزلها الذي تسكن فيه، وحالتها الاجتماعية سيئة منذ وفاة زوجها، وليس لها مصدر دخل غير التسول، من أجل توفير بعض متطلبات الحياة. وأوضحت أنها منعت ابنها من الخروج من المنزل بداعي الخوف عليه، نظرا لكونه الشخص الوحيد المتبقي لها في الدنيا بعد وفاة زوجها. من قلبي: كثرت في العشر سنوات الأخيرة، جرائم ضد الإنسانية بل والبشرية، رجل يغتصب أبناءه وابن يقتل أمه وأب يقتل أبناءه وزوجته، وأخيراً هذه الأم التي هزَّت وعصفت بكل مشاعر الأمومة، فبدلاً من تلقيبها بست الحبايب، سيظل يلاحقها شبح "أمنا الغولة"، مهما حاولت أن تدافع عن نفسها أو أيا كان مبررها!. من كل قلبي: هذه الأمراض تعكس خللا في المجتمع، سواء نتيجة الفقر أو الجهل أو البعد عن الدين، إلا أننا بالرغم من كل ذلك نجد أناسا طيبين مازالوا يستنكروا هذه الأفعال، بل ويحاولون إعادة الأمور إلى نصابها ومنهم جيران تلك السيدة، الذين تصدوا لأفعالها وصراخ ابنها، بعد أن فاض بهم الكيل واتصلوا بالسلطات التي استجابت وأنقذت هذا الابن... شكراً لشهامة أهل مصر الكرام وشكراً للسلطات التي استجابت على الفور. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن