لقد تأثر سعد كامل بنشأته فى شبين الكوم بالمنوفية والتى ولد فيها فى مارس 1924 وكانت تتميز وقتها بخضرتها وسوقها وبيوتها.. فهى لم تكن قد ودعت طابعها الريفى بعد، ولم تكن قد اكتست بثوب المدينة أيضاً، كانت مرحلة وسط بين الريف والحضر وكان الناس لا يزالون يسمعون الراوى على الربابة يحكى السيرة الهلالية والأميرة ذات الهمة وملحمة الزير سالم وغيرها من القصص الشعبية التراثية. وكانوا يرسمون شخوص هذه الملاحم على جدران بيوتهم كما يتخيلونها، أما سعد فكان يرسمهم فى كراسته عندما التحق بالمدرسة وظل يرسمهم عندما التحق بالفنون الجميلة القسم الحر حتى أتم دراسته عام 1949 قبل أن يلتحق بأكاديمية روما للفنون الجميلة بقسم الرسم الزخرفى الذى تخرج فيه عام 1953، وكان اختياره لهذا القسم نابعاً من رغبته فى تعميق اتجاهه نحو هذا الفن الذى يعتمد على الزخرفة، وإن كان قد أضفى على ما يرسمه بعداً أكاديمياً وعلمياً وعمقاً تراثياً وشعبياً فى آن واحد فتوهجت أعماله سحراً وبلاغة وثراء، كما تنوعت وسائطه الفنية بين الباتيك والجرافيك والزجاج الملون والنسجيات والأبيسون، ودمج بين الواقع والأساطير، كما قدم الطاقة الروحية للحرف العربى فى أعمال تكشف عن قدرة فذة لفنان عبقرى قلما يجود الزمان بمثله. والفنان الراحل كان مدير دار النسجيات المرسمة لوزارة الثقافة، وأقام عدة معارض خاصة بالداخل والخارج، فضلاً عن اشتراكه بمعارض جماعية دولية، وكلف بمهام فنية مهمة منها عضو بمجلس الحرف العالمى وله دراسات حول النسيج الشعبى القبطى والإسلامى، وحصل على جوائز عديدة محلية ودولية منها جائزة مختار الأول فى التصوير والميدالية الذهبية فى بينالى فلورنسا الدولى الثالث للجرافيك بإيطاليا.