عاد رموز ونجوم عملية يناير 2011 هذه الأيام إلى الزقزقة من جديد ومحاولة طرح طبعة جديدة منقحة من المؤامرة متشحين بأثواب تنكر جديدة تحاول الالتصاق بشعارات تبدو جميلة ونبيلة أو يختصرون مدة عملية يناير إلى أيام قليلة ويدعون أنها اختطفت، ذلك أنهم شعروا بمدى حرج موقفهم حين راحت جماهير 30 يونيو و3 يوليو تصوغ مستقبلا جديدا لمصر وتنشغل بتفاصيله، وحين سقطت أقنعة الحرج عن الجميع فصاروا يبدون كراهيتهم بوضوح ليناير تلك العملية وما اكتشفوه عنها من جوانب تدعم فى ضمائرهم فكرة (المؤامرة)، وصرنا نرى مؤلفات وكتبا كاشفة لبعض الباحثين والمثقفين وأصحاب الأقلام المصريين تحكى بعض ما جرى فى يناير 2011 متكئة أو مستندة على تحليل موثق ودقيق يبتعد عن هلضمة الينايرجية التى تحاول خداع الناس وتضليلهم من جديد والتسلل إلى الركب الوطنى، والحقيقة أن الكتاب الممتع والزاخر بالمعلومات الذى أصدره هانى عبدالله رئيس تحرير مجلة روزاليوسف عن مكتبة المؤسسات ذات الدور الوطنى التاريخى الكبير، وعنوانه: (صنع فى واشنطن.. وثائق تفكيك الشرق الأوسط.. داعش والانتفاضات العربية والمخابرات الأمريكية) يعد امتدادا لمشروع الكاتب التوثيقى المستمر منذ عام 2011 والذى دار حول الإجابة عن سؤال: ماذا جرى داخل منطقة الشرق الأوسط؟ وما هى الأجندات الدولية التى تم تضمينها فى أثناء ما اصطلح على تسميته (ثوار الربيع العربي)؟ إذ كانت أولى خطوات هذا المشروع التوثيقى هى كتاب (كعبة الجواسيس.. الوثائق السرية لتنظيم الإخوان الدولي) الذى أصدره مركز الأهرام للترجمة والنشر عام 2015، ثم راح يقدم إضافته الجديدة عبر كتاب (صنع فى واشنطن) من مؤسسة روزاليوسف.. الكتاب المهم يقدم إجابات عن أسئلة: لماذا انقلب الشرق الأوسط رأسا على عقب عام 2011؟ وبأى وسيلة وجهت مخابرات أمريكا الحركات الاحتجاجية للتخديم على أجندة التغيير؟ وكيف كان تيار الإسلام السياسى هو حصان طروادة الذى راهنت عليه واشنطن؟ وما هى علاقة المخابرات العسكرية الأمريكية (DIA) بتأسيس (داعش)؟ وكيف كان استنزاف الثروات العربية أحد أهداف التغيير بالمنطقة؟ أنا أدعو كل وطنى شريف إلى قراءة هذا الكتاب المحترم كما أدعو الينايرجية إلى قراءته والتأمل فى سطوره ليعرفوا إلى أى مدى نجح المصريون فى كشف مؤامرة يناير 2011. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع