بداية أرجو أن تكون موفقة لما يجىء بعدها، وهو المسرح المصرى وبالطبع الجمهور المصرى. أشهد بعضا من المبادرات الجيدة لمسرح يجبر الشباب والكبار أيضا على أن يشاهدوا أعماله ولكن هناك أرى أيضا بعضا من العراقيل . لدينا مسرح يقوده واحد من أذكى وأشطر من تعاملوا مع المسرح تمثيلا وتأليفا وإخراجا وأيضا إدارة جيدة. وهو مسرح محمد صبحى الذى يعود للمسرح بعد سنوات من أجمل مواسم المسرح المصرى عندما قدم ثلاثة أعمال متتالية على مسرح قصر النيل. المسارح أو المسرحيات الثلاث نالت تقديرا وإعجابا كاملا من كل من شغلوا مقاعد هذا المسرح الكبير. أيضا اسمع عن عرض لفنان كوميدى هو محمد هنيدى الذى عاد بالفعل للمسرح بعد سنوات ليقدم عمله فى مسرح جديد. المهم ليس فقط عودة كبار المسرحيين إلى خشبة المسرح لكن المهم عودة الجمهور إلى هذه المسارح. كيف يتم هذا ونحن بصدد مسرحين بعيدين عما يمكن أن نطلق عليه وسط المدينة، ولم يعد وسط المدينة يعنى فقط تلك المنطقة القريبة من كل سكان العاصمة ولكن حتى ولو كانت بعيدة إلى حد ما عن الوصول إليها من جانب المتفرج. إذن لدينا مسرحان يترأسهما اسمان كبيران مع حفظ حق الفنان محمد صبحى فى ترتيبه الأول فى كل ما قدم من أعمال. كيف الوصول بالنسبة للمتفرج الذى لايملك سيارة تساعده فى الذهاب إلى تلك المناطق التى مازالت تعتبر لدينا بعيدة ونائية؟ ثم كيف العودة بمعنى الساعة التى يصل فيها إلى بيته قرب الفجر فى معظم هذه المسرحيات؟ إن معظم عواصم العالم تتركز مسارحها فيما يطلق عليه وسط البلد لتكون قريبة من كل أو معظم الجماهير. فليس هناك مشقة كى يستمتع المتفرج بمسرح طال انتظاره. طريق مصر الإسكندرية الصحراوى لايصلح على الأقل الآن فقط لأن يزوره المتفرج المحب للمسرح والذى طال انتظاره له.