كانت القاهرة الأسبوع الماضى محور نشاط سياسى مهم.. لعل أبرزه زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ولقاؤه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى محادثات مهمة عبر عنها المؤتمر الصحفى الذى عقده الرئيسان يوم الإثنين الماضى والذى يستحق فى رأيى دراسة أعمق لكلمة كل منهما وخاصة فيما يتعلق بعمق واستمرارية العلاقة بين البلدين بحكم تاريخيهما وحضارتيهما، وأيضا ما ظهر فى الكلمتين من ضرورة وضوح المفاهيم الحقيقية فيما يتعلق بحقوق الإنسان وتبديد ما أثاره ويثيره أهل الشر من خلال ألاعيب الشيطان فى أوروبا، حيث يجعلون من الإرهابيين أبطالا، ويسيئون إلى دينهم وأوطانهم، وفيما أظن فإن الرئيس ماكرون قد إستجلى حقائق الأمور من خلال زيارته ولقائه يوم الثلاثاء الماضى مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ومع البابا تواضروس عددا من السياسيين، ولعلى أقترح تشكيل مجموعة عمل مصرية تعطى صلاحيات الاتصال بالمجتمع المدنى فى أوروبا وكذلك بالمسئولين الرسميين لاطلاعهم على حقائق الأمور فى مصر، بعد أن يكونوا وقفوا عليها بأنفسهم من خلال زيارات ميدانية، وبالتعاون مع المجلس القومى لحقوق الإنسان برئاسة الوزير محمد فائق. ومن الأحداث المهمة خلال الأسبوع الماضى أيضا الزيارة التى قام بها الرئيس السودانى عمر البشير والتى جددت محادثاته مع الرئيس السيسى على أزلية وضرورة واستمرارية العلاقات بين شطرى وادى النيل، وأبرزت الزيارة ضرورة تنمية المشروعات المشتركة خلال الفترة المقبلة ومنها مد خطوط السكك الحديدية، إضافة إلى المشروعات الاقتصادية الأخري.. وهذه من المسائل التى كتبنا عنها كثيرا وطالبنا بها. ولهذا فإنه كان لابد أن أتفاءل بسرعة التنمية، غير أنى أعترف أننى غير متفائل لأن الأداء الحكومى التقليدى ولا أقول البيروقراطى لا يسير بنفس دقة الحماس، ولذلك أقترح تشكيل مجلس استشارى من رسميين وغير رسميين من أهل الخبرة والرأى يكون دافعا للحركة باقتراحاته وتصوراته. ومن أحداث الأسبوع الماضى أيضا مؤتمر الصحة الإفريقية الذى شهدته العاصمة المصرية فى إطار الاهتمام المصرى بقضايا إفريقيا والذى ستتبعه مؤتمرات أخرى نوعية لمناقشة الحياة الإفريقية أمس واليوم وغدا، ولعلى أقول إن مصر لا تهتم بإفريقيا هذا العام فقط بمناسبة توليها رئاسة الاتحاد الإفريقى وإنما تهتم منذ سنوات بعيدة وما بعد ذلك. وأشير إلى جهود عدد من المصريين منهم على المستوى السياسى الدكتور بطرس غالى والدكتور عبدالملك عودة وغيرهما، وعلى المستوى العلمى منهم الدكتور رفعت كامل وأذكره بمناسبة مؤتمر الصحة الإفريقية وكان قد وضع بمساعدة عدد من الباحثين كتابا عن طب المناطق الحارة يركز فيه على الأمراض فى القارة الإفريقية، والكتاب من القطع المتوسط ويقع فى «ألفى صفحة» 2000 صفحة، وهو باللغة الإنجليزية وصدر منذ عشر سنوات، وبالمناسبة وقد يكون أمرا مطلوبا إقامة مركز للمعرفة يضم كل الكتب والدراسات التى صدرت عن هذه القارة السوداء العظيمة وقد يكون مناسبا أن تكون مصر مبادرة كعادتها فهى رأس إفريقيا.. ومنارتها. لمزيد من مقالات محمود مراد