لا أحد يدعى الإلمام الكامل بما ستكون عليه ملامح إقليم الشرق الأوسط فى العشرية الجديدة التى تبدأ من 2020 إلى 2030، ما هو متوافر هو عبارة عن شذرات من مشروع يدعى «صفقة القرن» لا أحد يريد أن يتبناه، ولا أحد لديه القدرة على التنبؤ بما ستكون عليه دول الإقليم، ويشمل هذا بالطبع إيران التى لا يستبعدها المحللون الإستراتيجيون فى الغرب من الشرق الأوسط. لكن المؤكد أننا نواجه حالة من السيولة تماثل إن لم تكن أعنف من مرحلة سايكس - بيكو، فتقسيم الدول مرة أخرى لن يتم بالسهولة التى توافرت قبل إنشاء الدول القومية الجديدة فى شرق العالم العربى والجزيرة العربية، ما نراه هو أيجاد حالة من الفوضى شرق المتوسط بدأت فى العراق ثم سوريا وقد تمتد إلى لبنانوإيران، ولا ظواهر تبدو فى الأمد المنظور على تسوية محتملة للقضية الفلسطينية فقد تركها الإسرائيليون والأمريكيون لاحتمالات فوضى أخرى يمكن من خلالها تثبيت أوضاع جديدة، من الشمال تحاول تركيا قضم مساحة من سوريا بحجة مقاومة ما يأتيها من جانب أكراد سورياوالعراق لهدم المشروع الكردى. وفى وسط هذه الفوضى تحاول مصر تقوية حدودها وتثبيت الأوضاع فى الدول المجاورة السودان وليبيا وسوريا وفلسطين منعا لانهيارات جديدة قد تضر بالجميع وهى مهمة بالغة الصعوبة فى وسط اتجاهات معادية وقوى دولية تريد نصيبا من النفوذ فى المنطقة، فرنسا من ناحية وإيطاليا من ناحية أخرى وهو ما يتطلب استقرار مشروع الإصلاح الاقتصادى ووصول نتائجه إلى الغالبية العظمى من السكان وتعبئة الأجيال الجديدة وإلهامها فى مشروع وطنى جديد. لمزيد من مقالات جمال زايدة