لا أحد يعلم المستقبل الذى ينتظر الشعب السورى أمام الملايين من المهاجرين وما بقى من أطلال المدن والقرى وحشود داعش التى مازالت تهدد أمن المواطنين.. إن أخطر ما فى المشهد هو الطيران الإسرائيلى الذى يخترق كل يوم سماء دمشق والقوات الأمريكية التى قررت الانسحاب وما بقى من جيوش روسيا وإيران وتركيا .. إن المأساة الحقيقية هى الغياب العربى الذى أصبح حقيقة دائمة منذ اشتعلت الحرب الأهلية فى سوريا فلم تتخذ العواصم العربية أى مواقف إيجابية لإنقاذ الشعب السورى حتى إن عضوية سوريا فى الجامعة العربية مازالت متوقفة ولا يستطيع أحد أن يطالب الجامعة بإعادتها.. لقد تصور البعض بعد إعلان الرئيس الأمريكى ترامب الانسحاب من سوريا أن الدول العربية سوف تعود إلى دورها فى سوريا وأن جامعة الدول العربية سوف تعيد لسوريا مكانها ومكانتها بين صفوف دول الجامعة ولكن الأمور تعقدت أمام وجود قوى أجنبية داخل المدن السورية وأمام تهديدات تركية للشمال السورى وأمام اعتداءات إسرائيلية على المدن السورية بما فيها العاصمة دمشق.. كان ينبغى أن تعيد الدول العربية جسورها مع سوريا وأن تناقش قضايا الشعب السورى تحت قبة الجامعة العربية وأن تشهد مفاوضات حول مستقبل الشعب السورى خاصة أمام تزايد عدد المهاجرين إلى خارج سوريا طوال السنوات الماضية، وفى ظل حالة التردد من العواصم العربية وحالة الصمت من جامعة الدول العربية وجدت إسرائيل فرصتها فى العدوان على الأراضى السورية ووجدت تركيا مبررات للتدخل فى شمال سوريا بل إن حشود داعش بدأت فى جمع صفوفها داخل القرى والمدن السورية .. لقد خسر الشعب السورى أشياء كثيرة جدا ما بين الخراب والدمار وآلاف الضحايا ولكن مازالت الأطماع تتجه إلى التراب السورى.. إن إسرائيل لها أطماع قد تتجاوز حدود الجولان وتركيا عينها على الشمال والقوات الروسية تمثل حماية للنظام وإيران تتمتع بحقوق غير مسبوقة فى أرض عربية وأمام هذا يقف العالم العربى خارج السياق تماما أمام قوى أجنبية أصبحت لها مصالحها وأهدافها فى الوطن السورى.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة