تبعد منطقة السلامونى نحو 4 كم عن الحواويش شمال شرق أخميم وبها جبل يعرف بنفس الاسم (جبل السلامونى)، وتضم منطقة السلامونى الأثرية جبانة منقورة فى الصخر ترجع مقابرها إلى الدولة القديمة والعصور المتأخرة والعصرين اليونانى والرومانى وقد حوت بعض المقابر مناظر تجمع بين الفن المصرى واليونانى ، وفى أعلى الجبل يوجد معبد «مين» المعبود الرسمى فى أخميم ورب الخصوبة والنماء فى مصر القديمة كلها.. هذا ما أكده د. أحمد الأنصارى أستاذ الآثار المصرية بجامعة سوهاج. وأضاف الأنصارى أن«مين» كان يلقب بسيد الصحراء الشرقية وقد أقيم معبد مين فى أعلى قمة جبل السلامونى المجاور لجبل الحواويش وهناك ما يشير إلى أن جحوتى مس (تحتمس) الثالث هو الذى شيد هذا المعبد ثم أغتصبه «آي» لنفسه وأضاف أسماءه وألقابه كما نقش لوحته الشهيرة على واجهة المعبد وسجل فيها جهوده فى المنطقة من أجل رب الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا وحاميه «مين». وتمثل نقوش المعبد أهمية خاصة لأنها تشير إلى الترميمات والإضافات التى قام بها الملك «أي» فى معبد مين الكبير بعدما لاقى الإهمال فى فترة التوحيد أيام الملك الفيلسوف إخناتون وأوضح الأنصارى أنه لابد لزائر سوهاج بصفة عامة والسلامونى بصفة خاصة أن يزور وادى «بئر العين» الذى يقع بين جبلى السلامونى والحواويش المعروفين فى المنطقة ويحتوى الجبل على مجموعة من النقوش الصخرية والجرافيتى بخطوط مختلفة مثل الهيروغليفية والهيراطيقية واليونانية والقبطية لم تنشر أو تدرس دراسة علمية وافية من قبل وهى فى مجموعها تشير الى ان المنطقة شهدت نشاطاً بشريا عبر فترات زمنية طويلة ومتفاوتة على مدى العصور ويذهب معتقد سائد إلى أن عين المياه الواقع فى الأخدود أو الوادى بين جبل الحواويش وجبل السلامونى والذى سمى باسمه هذا المكان يطلبه الزائرون للاستشفاء من بعض الأمراض وهو ما يمكن أن يدعم السياحة العلاجية إلى جانب السياحة الثقافية فى سوهاج إذا ما أحسنت الدولة استغلاله. وتعد المنطقة كبيرة الشبه بمناطق سياحة السفارى ووديان لبنان، يتجول فيها الزائر فى الوادى الذى يبلغ طوله نحو 2 كيلومتر فى عمق الجبل وتسيل المياه العذبة من عيون صغيرة فى الجبل ثم يصل الزائر إلى بئر أو عين تستخدم للاستشفاء وبعد نحو 1 كيلومتر آخر ، يصل الزائر إلى بحيرة مياه أخرى كبيرة وتستخدم لذات الغرض.